العدد 5381
الأحد 09 يوليو 2023
banner
أين الحرية الدينية إذاً؟
الأحد 09 يوليو 2023

يبدو أن تعريف “حقوق الإنسان والحرية الدينية” أصبح حكرا على الغرب وحده، وأن على بقية العالم تقبل مختلف التعريفات والعمل بها مهما تعارضت مع ثقافته وعقائده.
في قلب أميركا وبالتحديد في ولاية ميريلاند، يحتج الآن مسلمون ومسيحيون على عدم السماح لأبنائهم الذين يدرسون في هذه الولاية بالانسحاب من الدورات والدروس التي تروج لما يسمى بالمثلية الجنسية، على الرغم من وجود قانون بهذه الولاية يعطيهم حق الانسحاب من أية دروس تتناول الحياة الأسرية والتحول الجنسي، لكن الذي حدث مؤخراً هو أن المسؤولين عن التعليم في هذه الولاية قرروا فجأة أن المثلية الجنسية لا تقع ضمن هذا النوع من الدروس الموجودة في القانون المذكور! فأين الحرية الدينية لهؤلاء المسلمين والمسيحيين الذين لم يعترضوا على وجود هذه الدروس أو الدورات بالمدارس، لكنهم اعترضوا فقط على حضور أبنائهم لها وفق قانون موجود بالفعل؟
ولماذا هذا الإصرار العجيب على فرض المثلية على العالم؟ ألا يكفي أن يترك الناس هؤلاء المثليين وشأنهم لكي يتم فرض ثقافتهم على مسلمين ومسيحيين لهم عقيدتهم وحريتهم الدينية في دولة تعطي دروساً للعالم في الحرية الدينية! نحن نقول هذا الكلام ليس لكوننا متضررين بشكل مباشر من هذا الأمر، لكن لنبين أن الدول التي تعطي غيرها دروساً في الحرية الدينية تفعل عكس ما تقول!
ألا توجد وسيلة تعليمية أخرى لتعليم الأبجدية للأطفال الصغار سوى كتاب يحتفي بالمثليين، وإذا كان الطفل المسلم والمسيحي منذ يومه الأول في المدرسة ومنذ أول حرف يتعلمه مرتبطاً بالمثليين، فكيف ستتم صياغة عقل وفكر هذا الطفل الذي لا يقبل دينه أو ثقافته هذه الأشياء؟

*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية