يعكف السواد الأعظم من الأهالي على إشراك أبنائهم من المراحل العمرية المختلفة في بعض الأنشطة الصيفية، وتأتي متنوعة حسب الجهات المنظمة سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة، وذلك بهدف إشغالهم بما هو مفيد في الفترة التي يكونون فيها بعيدين عن مقاعد الدراسة، لكن بسبب الخوف والمبالغة في الاهتمام من قبل بعض أولياء الأمور فإنهم يدفعون بأبنائهم لمواصلة الدراسة والتحصيل في أماكن أخرى، وذلك على حساب حاجتهم إلى الترفيه والحركة والرياضة وغيرها من أنشطة، وهو ما يحتاجه الأبناء للترويح عن أنفسهم واستثمار طاقاتهم بما يعود بالنفع عليهم بدنياً وصحياً وفكرياً، ويهيئهم لعام دراسي جديد مليء بالسعي والمثابرة.
لا يعني ذلك أن هذه الإجازة ينبغي أن تقتصر على الترفيه، لكن من الضروري بمكان أن يأخذ الترفيه وأنشطة أخرى مسلية ودعم المواهب حيزاً وفيراً؛ لأن ذلك يغذي جوانب أساسية ومهمة، ويسهم في بناء الشخصيات، ويؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية.
ومن الجميل جداً التنوع الذي تقدمه فعاليات مختلفة في صيف البحرين، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- فعاليات “مدينة الشباب” التي تنظمها وزارة شؤون الشباب بالتعاون مع “تمكين”، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة؛ إذ تسهم في صقل الشباب في مجالات متعددة منها الرياضة والفنون، وكذلك مهرجان “تاء الشباب” الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، ويركز هذا المهرجان على مجالات عديدة منها الشعر والمسرح والموسيقى، وغيرها من فعاليات أخرى كثيرة على اختلاف الجهات المنظمة لها، والتي تنمي جوانب متنوعة لدى الناشئة والشباب، وتبني منهم قادة للمستقبل ليعمروا بسواعدهم وعقولهم الوطن.

*كاتب وأكاديمي بحريني