لعل من أبرز الأشياء التي أحرص على عملها عندما أزور بلدا ما زيارة صالات السينما، وقضاء تجربة مشاهدة فيلم معين، وربما يستغرب البعض هذا التصرف، لكن يمكن برأيي اكتساب بعض المعلومات عند مشاهدة فيلم واحد في إحدى صالات أي بلد، فإلى أية درجة يقدرون الفن ويقبلون عليه، ويحترمون المكان ويلتزمون، كما يمكن قياس أمزجتهم في اختيار الأفلام، إلى جانب معرفة القدرة المادية والعادات الغذائية واختلاف الأطعمة ومستوى الأسعار.
تبدو كل هذه الأشياء كثيرة أن تقاس في زيارة واحدة، لكنها ممكنة، خصوصا مع قصص كثيرة صادفتني في عدد من صالات السينما في دول العالم، ومنها زيارة عبرت عن مستوى معيشي وتعاملات غريبة كأن لا يعود لك المتبقي من المال بعد دفع سعر التذكرة، أو أن تضطر لدفع عمولة لبعض العاملين في الصالة، هذا إلى جانب ملاحظة الفارق في الأسعار ما بين الدول مع أن الفيلم هو ذاته المعروض في كل صالات السينما حول العالم، كما أنه من الملفت الفرق الشاسع بين صالاتنا في دول الخليج العربي وبعض الصالات في الدول الأجنبية؛ إذ تنم صالاتنا عن بذخ ورفاهية قد تكون مبالغة، في الوقت الذي تفوق فيه الإيرادات داخل أميركا، إيرادات نفس الفيلم في بقية دول العالم مجتمعة، لكن توجد بعض الصالات هناك من غير ترقيم وتنظيم، وقد تبدو بالية.
وأخيراً وليس آخراً، لا تفوت في أية رحلة لبلد جديد زيارة صالة من صالات السينما فيها حتى تكتشف شيئاً من ثقافة ذلك البلد وبعض المعلومات الصحيحة عنه.
* كاتب وأكاديمي بحريني