عدت من رحلة سريعة مع وفد “البلاد” من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” بأرامكو في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقد تأثرت كثيرا وشدني هذا المركز الذي يعتبر آية في الجمال والفخامة معا، متاحف وقاعات كبرى للفنون والورش، ومكتبة ضخمة تضم مئات الآلاف من الكتب، ودور عرض للمسرح والسينما على طراز مذهل، ومركز للابتكار، وأرشيف بإمكانيات مذهلة.
إن مركز “إثراء” ليس مؤسسة ثقافية كاملة بقيادة تعمل بجهد وموهبة وعمق ودراية فحسب، إنما هو رمز لمقدرة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على لفت نظر العالم بأنها رائدة في ميادين العلم والفكر والفن، وهذا الصرح الشامخ مرآة صادقة للفكر والإبداع العربي ومورد ينهل منه كل طلاب وأهل المعرفة والكتاب والمفكرين وأجيال الأدباء الجديدة الصاعدة، وهذه القيمة الغالية من العطاء للثقافة والفنون حسب وجهة نظري لا تصل إليها أية دولة، لأن ذلك يتطلب فهما أعمق للفن والحياة بالشكل والمضمون.
إن أبسط المعايير، وأكثرها انتشارا بل وأفضلها على ما أعتقد، هو معيار الإحساس، فالمرء يحب عملا ويجده جميلا لأنه يجذبه، وهذا هو السبب في وصف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” كأحد أعظم 100 مكان في العالم حسب مجلة تايم الأميركية الشهيرة، لأنه بالفعل رؤية شاملة للإنسان عن طريق ما يبدعه في كل المجالات، مركز مشيد بحساب دقيق ورؤية مبصرة وتأمل طويل، وأتصور أنه يشكل بالنسبة لتاريخ الإنسان أهم وثائقه على مر العصور.
في سماء شفافة ذات زرقة صافية على شارع الخبر والدمام، يمتد البصر وتنطلق العين متمهلة.. مبهرة في بهجة وسرور عندما ترى هذا المكان الرائع الذي يقدم للعالم تجربة رائدة تضاف إلى المسيرة المباركة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله ورعاه.

*كاتب بحريني