في الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، لابد من طرح تصورات مستقبلية إيجابية متفائلة، وأن تؤخذ تلك الطروحات بكل ما تستحقه من جدية، وقد اشتملت كلمة معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة التي ألقاها في احتفال منظمة “دير الأميركية” مساهمة فاعلة لمملكة البحرين تساعد المجتمع الدولي في تصحيح ما يمكن أن يحدث من تهديدات وتحديات، وهنا يأتي دور التخطيط والاستراتيجيات والتقارب بين الغايات والأهداف المشتركة.
يقول معاليه: “وأعتقد أن الوقت حان لمشاركة خبرة وزارة الداخلية في الشراكة المجتمعية وتعليم مكافحة التطرف مع العالم، فمثلما تتوازى الطبيعة العابرة للحدود للإرهابيين وتهديد الفيروس، فإن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لمكافحة تحدي التطرف العالمي. وإن زيادة الترابط والتواصل العالمي، تعني أن تهديد التطرف يتجاوز الحدود، لذلك من المستحيل على أية دولة، مهما كانت قوتها، مواجهة هذه التهديدات بمفردها، حيث تكمن قدرتها في التخفيف من التطرف ومكافحته في الأطر الثنائية ومتعددة الأطراف التي أنشأتها الدول ذات التفكير المماثل.. إن برنامج “معا”، استراتيجية فعالة لمكافحة التطرف ومعالجة الجهل من خلال التعليم، وأمر حيوي لمنع التطرف وتعزيز جيل جديد من التسامح والتفاهم”.
من هنا يؤكد لنا معالي وزير الداخلية عمق الارتباط بين المسألة التعليمية ومسألة التطرف، إذ لابد من تنمية الفكر والثقافة والمعرفة لدى الشباب، وتعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل، لأن العامل التربوي يلعب دورا محوريا في تشكيل شخصية الفرد في أي مجتمع كان، وقد قدمت مملكة البحرين ممثلة في وزارة الداخلية إلى العالم برامج ناجحة واستراتيجية شاملة لغرس القيم الأخلاقية الحميدة والمحافظة على استقرار المجتمع وتلاحمه، والعمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف، وإنتاج أجيال صاعدة تتمتع بروح المحبة والاحترام المتبادل.
إن كلمة معالي وزير الداخلية، واضحة في أهدافها ونتائجها وتتضمن قواعد ضرورية لسلامة وأمن والمجتمعات.
* كاتب بحريني