عام دراسي حافل نطوي صفحته في مملكتنا البحرين بكل ما تضمنه من تحديات ونجاحات ومكتسبات.. قصة عام مشرق بدأ مشرقاً لامعاً بعودة حميدة بعد انقطاع طويل، فكانت العودة رائعة مزهرة وبدأت قصة التعليم لهذا العام، حيث خطت المدارس خطوات تعويض الفاقد التعليمي للطلاب لإكسابهم المهارات وضمان تحقيق الفهم لما تم تقديمه خلال فترة التعلم عن بعد، وانطلقت مدارسنا نحو توظيف التعلم الحديث فتنوعت الاستراتيجيات التعليمية والأنشطة والبرامج التي تصقل مهارات القرن الحادي والعشرين، وتعددت الفعاليات الممتعة والمشوقة، وانطلقت الألعاب الرياضية والذهنية التي تنمي القدرات البدنية والعقلية، فتنافست المدارس بين مستضيف وفائز وبين هتافات الأبناء، ورسمت أحلى صورة تجسدت فيها عملية التعلم بأجمل منجزاتها.
ولم تغفل وزارة التربية والتعليم مواكبة التطوير والتحسين وتنفيذ خططها التطويرية من مشاريع مرتبطة بتحسين المخرجات وإعداد الطلاب للحياة الجامعية كتدريب الطلاب على امتحانات (ILETS)، والامتحانات الوطنية، وامتحانات (TIMSS) الدولية وكل ما يصب في صالح الطالب، حيث اتخذت من تجويد التعليم مسارًا وطريقًا لا رجعة فيه. وفي المقابل نفذت المدارس العديد من البرامج الإرشادية لتعديل السلوك وتعزيز القيم والهوية وتنمية مهارات التواصل بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب ومعلميهم والمجمتع المحلي. فكم من قصص نجاح شهدتها مدارسنا باختلاف مراحلها ولو ذكرناها لاحتجنا لسطور عديدة، وكم من مراكز متقدمة حققها طلابنا خلال هذا العام على الصعيدين المحلي والإقليمي.
ومع نهاية هذا العام الحافل والمختلف وجب علينا تقديم الشكر، ولنتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم “مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللَّهَ”، ولنرسل عبارات الشكر أولاً لجميع الطواقم التعليمية من معلمين ومعلمات أخلصوا وبذلوا الكثير من الجهود لتقديم الأفضل لأبنائنا، وثانياً للقيادات المدرسية التي اجتهدت لتهيئة البيئات المدرسية وضمان أمنها وسلامتها، ورسالة شكر لوزارة التربية والتعليم بإداراتها المختلفة على ما تم تقديمه من جهود لتذليل التحديات وتيسير العمل. وأخيراً شكراً للشركاء الحقيقيين أولياء الأمور الكرام على دعمهم ومساندتهم أبناءهم، والذي أثمر نجاحهم وتفوقهم، فقصة التعليم في مملكتنا الغالية أبطالها هم أبناء الوطن المخلصون من معلمين وطلاب وأولياء أمور حريصين كل الحرص على نهضة بلادهم بتنشئة أجيال صالحة واعية، وهدفهم واحد هو رفع اسم وطنهم عالياً، فهنيئاً لنا جميعاً نجاح العام الدراسي متمنين لأبنائنا الطلبة إجازة صيفية ممتعة وسعيدة.
* كاتبة بحرينية