العدد 5347
الإثنين 05 يونيو 2023
banner
تحرير مخالفة بناء بعد مرور عشر سنوات.. على من تقع الخطيئة؟!
الإثنين 05 يونيو 2023

لفت انتباهي خبر نشرته “البلاد” يوم السبت الماضي، عن مناشدة عدد من أهالي هورة عالي مجمع 714 الجهات المعنية النظر في موضوع المخالفات المقدمة من قبل وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، حيث خاطبت الوزارة المواطنين بضرورة إزالة مخالفات البناء ومنحهم مهلة لا تتجاوز أسبوعا، أو غرامة تصل إلى ألف دينار، وأكثر ما يدهش في الخبر أن بيوت أولئك المواطنين مبنية منذ أكثر من 10 سنوات، ولم تلتفت لها الوزارة إلا حديثا، وهناك بيوت في نفس المجمع مخالفة ومع ذلك لم تقم الوزارة بمخالفتها”.
في بعض الأحيان يتعرض المواطن لهجمات التوتر الشرسة بسبب مثل هذه القرارات والتدابير الخاصة التي تتخذها الجهات المعنية، والتي تتصور أن المواطن يمتلك الفانوس السحري الذي سيعطيه المال في أي وقت يشاء. الخطيئة لا تقع على المواطن، إنما على الجهة التي غابت عشر سنوات كاملة والسماء كانت مرئية لها واليوم تعود إلى المجمع المذكور، وكأنها اكتشفت حقيقة وعليها أن تستمر وتفعل شيئا، وتقوم بحركة تفتيش واسعة والتعامل بقسوة مع المخالفين، والأفضل لهم أن يخضعوا لحكم الواقع.
من الواجب أن تسمعوا دفاع المواطن عن نفسه، فأين هي الوزارة المعنية طوال عشر سنوات؟ هل الأمر يتعلق بقلة المفتشين، أو بمقياس أدق يتم التعامل مع بعض المناطق بشكل منفصل، والقانون الذي ينطبق هنا لا ينطبق هناك. نحن لا نتكلم عن مجاهل الفضاء وأعماق البحار، إنما مجمع سكني صغير وبسيط وواضح يفترض أن يكون تحت أعين المفتشين وشروطهم العديدة، ولو كان الناس قد بلغوا بالمخالفات في حينها أي قبل عشر سنوات، فمن المؤكد أنهم سيمتثلون للقرار.
انطلاقا من هذا الواقع، نتمنى من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، الاقتراب من حدود الصحافة، وإعطاءنا سببا مقنعا عن تحرير مخالفة بناء بعد مرور عشر سنوات.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية