العدد 5340
الإثنين 29 مايو 2023
banner
سفير النوايا الحسنة... لقب طال كل شخصية إلا الأديب العربي
الإثنين 29 مايو 2023

لا أعلم لماذا رجال الفكر وأرباب الأقلام العرب عادة خارج نطاق اختيار ما يسمى بـ “سفير هذا النشاط أو تلك الماركة العالمية”، وكأنهم براكين متفجرة وقنابل مدمرة ولا يمكن الاقتراب منهم كسائر الناس. سفراء النوايا الحسنة كما تعرفهم المنصة الرسمية “هم مجموعة من الشخصيات العامة الأكثر تأثيرا وشهرة، والذين يوفرون الدعم للمفوضية في كل ركن من أركان العالم، يسخرون نفوذهم خدمة لقضايا اللاجئين والأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية ويظهرون تفانيا لا مثيل له”.
طيب.. هناك أدباء ومفكرون عرب لهم شهرة أحدثت صدى واسعا في العالم العربي، وتحتل إصداراتهم المختلفة مركزا مرموقا في الأدب العربي، وبعضهم يكتب بأكثر من لغة كالفرنسية والإنجليزية ودائما تحرز أعمالهم النجاح والاهتمام، فلماذا لا يتم اختيار أحدهم ليكون سفيرا لأية مهمة أو نشاط تختاره المنظمات، أسوة ببقية الأسماء والشخصيات العالمية التي يتم اختيارها.
لماذا لا يتنفس الأديب العربي ويظهر للوجود كما ظهر شقيقه الفنان العربي كعادل إمام حينما تم اختياره سفيرا للنوايا الحسنة عام 2000، ودريد لحام عام 1997، ومحمد صبحي، وإلهام شاهين، وراغب علامة، وهند صبري، ومحمود ياسين، وماجدة الرومي، وحسين فهمي، وأحمد حلمي، ودينا سمير غانم، وغيرهم من الفنانين العرب. ألا يوجد لدينا أدباء وشعراء مشهورون على المستوى العالمي يستحقون مقعدا كسفراء إقليميين للنوايا الحسنة، أو للترويج لأية ماركة عالمية؟ شخصيا لم أسمع من قبل عن أي أديب عربي تم اختياره لهذا المنصب وأتمنى أن أكون مخطئا. 
إذا كانت المجتمعات البشرية تؤمن بقدسية الكلمة الهادفة البناءة لبناء الإنسان، والدور الكبير الذي يقوم به الأديب أو المفكر في مضمار الحضارة والمعرفة الإنسانية، فكيف يتعرض للنسيان والإهمال بهذه الصورة وهي من الأمور المعتادة التي لم تعد تثير الإعجاب. بإمكان الأمم المتحدة الرجوع إلى الدليل العام للأدباء والمفكرين العرب وإحصاء الكفاءات الموجودة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية