رغم تخصيص الصحف المحلية مساحات كبيرة من صفحاتها لمشاكل الشوارع والطرق في مختلف المحافظات، والعدد الهائل من الكتابات، إلا أننا نشعر بإضاعة الوقت والجهد، فملاحظاتنا لتطوير وتحسين بعض الطرق لا طائل من ورائها بكل الأنواع والدرجات، والأزمة تتفاقم بوجود عضو بلدي لا يعمل بجدية ويخاف من الجموع الغفيرة ولا يكترث بمصالح أهالي الدائرة.
في أغسطس الماضي كتبت عن مجمع 805، طريق 516 بمدينة عيسى، ومعاناة الأهالي مع الشارع غير المرصوف والمليء بالحفر، وما يسببه من تطاير الغبار على السيارات والمنازل، ويوم أمس الأول وصدفة مررت على نفس الطريق، كون المجمع قريبا من مجمعنا 802، وإذ بمنظر جعل حرارتي ترتفع 100 درجة، فالحفر كما هي بشقوق كثيفة داكنة، والغبار فرض قانونا تشكيليا صارما على السيارات وواجهات المنازل. كان الأمر فظيعا جدا وغير قابل للتحمل، ويحتاج إلى إرادة قوية للنسيان. لست بواعظ أو طبيب، إنما كاتب ينقل هموم الناس البسطاء "مثلنا" الذين يسكنون في هذه الأحياء، وأسعد يوم في حياتهم هو ذلك اليوم الذي يشاهدون فيه "البلدية" تزرع فيهم الثقة والأمل بتطوير وتحسين الطرقات والشوارع وإبعادهم عن اليأس.
ما الصعوبة في رصف طريق لا يتعدى طوله أمتارا، ولماذا كل هذا التأخير، الأمر لا يحتاج إلى عباقرة وجلسات ومناقشات، وخلق أنماط جديدة في التعامل مع شكاوى الناس، أو دراسة ومراجعة أو تقييم. المشكلة طرحتها الصحافة قبل تسعة شهور باعتبارها – أي الصحافة – تساهم في تنمية الوطن، وحثت الجهات المختصة على تأدية دورها المنشود من أجل التطور، لكن نكتشف في نهاية الأمر أن ما كتبته الصحافة مثل خشخشة العشب الجاف الذي يحلم بقطرة ماء تعيد إليه الحياة.
للمسؤولين.. نحن لا نتحدث عن رصف مدينة فوق الجبال، أو في الأفق المنبسط، أو سهول بلا نهاية، إنما طريق في "فريج".
قد يأتيني اتصال اليوم أو غدا من الجهة المختصة للاستفسار، وأتمنى أن لا يكون الاتصال مثل السفر الذي يبدأ ولا ينتهي.