العدد 5337
الجمعة 26 مايو 2023
banner
هذه الحياة ليست إلا أمواجا متلاحقة
الجمعة 26 مايو 2023

أمين الخولي.. أديب مصري ومن علماء الجمال وفلاسفة الفن والنقد، وأعتبر نفسي محظوظا لأنني اطلعت على بعض كتاباته وتعليقاته العديدة وارتياده آفاقا جديدة في التفكير النقدي في العصر الذي عاش فيه، فهو أحد تلاميذ طه حسين، ورفض ما لا يراه صحيحا من الأوضاع السائدة في الأدب والنقد في تلك الحقبة.


يؤمن أمين الخولي بأن التطور قانون الكون الأزلي، فعليه مدار الرقي والتخلف معا، وكما ينطبق هذا القانون على عالم الموجودات الحسية، ينطبق أيضا على دنيا الأفكار والموجودات النظرية. “هذه الحياة ليست إلا أمواجا متلاحقة وخطى متصلة، والتطور ليس إلا تقدم الركب، وسير الجماعة لا ينقطع فيه أحد عن أحد، لا ينفصل فيه جزء عن جزء”. التطور هو سنة الحياة ودستور الوجود، وكل فهم أو إبداء رأي أو تاريخ لحقيقة من الحقائق لن يصح ويسلم إلا إذا قام على أساس من فهم تطورها ومن أين بدأت وإلى أين تتجه وما خطواتها في اتجاهاتها، وعلى ضوء هذا كله، قد يمكن القول بشيء ما في مستقبلها ومصيرها، فيكون ما يقال عن نموها أقرب ما يكون إلى الصواب مادام مأخوذا من فهم صائب لماضيها وحاضرها واتجاه تطورها.


كما يؤمن الخولي بالنقد إيمانا لا ضريب له في كل حقول الأدب المعاصر، فهو رحب الصدر كبير النفس يؤمن بحق كل إنسان في التعبير عن رأيه، والنقد عنده: “حاجة نفسية للناقد والمنقود جميعا، ينفس بها الناقد عن نفسه، ويتمتع بحقه أن يكون صاحب تقدير وتقويم، وأن يملك إعلان هذا التقويم، والنقد في الوقت ذاته حاجة نفسية للمنقود تمتعه بسماع التقويم لعمله، وأن يشعر بما يجد قومه نحوه من هذا التقدير.

والنقد ضروري كالتنفس.. إن النقد من الناحية الاجتماعية بل من الناحية الفردية أيضا أشبه بالتنفس وجهازه في حياة الكائنات المادية”.


ذلك هو أمين الخولي، الأديب والمفكر الذي اختار لنفسه سلوكا في الحياة والفكر، وربما لم يأخذ نصيبه من الشهرة كالآخرين.


- كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .