+A
A-

طالبات أمهات: فتح حضانة للأطفال في الجامعة يسهل دراستنا

عقيلة السيد: عدم وجود من يرعى أبناء الطالبات سبب للتغيب عن الحصص الدراسية

كفاية آل مبارك: تنظيم الوقت لدى الطالبات الأمهات يسهل العملية الدراسية

تعد الدراسة سلاح للمرأة اليوم؛ إذ ينبغي عليها أن تسعى للحصول على الشهادة الجامعية لتنمي شخصيتها وتستثمر بها مستقبلًا وكذلك تنفع بها أبناءها، فهناك طالبات أمهات مثابرات يسعين للحصول على الشهادة الجامعية أجريت معهن هذا الحوار، بشأن كيفية موازنتهن الدراسة مع وجود أطفالهن، وواجهت صعوبة في التواصل معهن بسبب انشغالهن بالدراسة وأمور الحياة.

تقول عقيلة السيد، اختصاصية اجتماعية في إحدى الجامعات، إن الجمع بين الدراسة الجامعية والزواج والتوفيق بين الأمرين ليس من الأمور السهلة، وقد تتطلب تضحية كبيرة من قبل الطالبة الأم، ما يدفعها إلى التخلي عن الدراسة في سبيل الحفاظ على استقرارها العائلي بسبب الضغوطات اليومية، فهذا يجعل الطالبة الأم تفقد الرغبة الدراسية.. ومن خلال متابعتي مع الطلبة كوني مرشدة طلابية، أرى بعض الطالبات قد يضطرن بعض الأوقات للتغيب عن الحصص الدراسية؛ لأسباب وظروف عدة أهمها عدم وجود من يقوم برعاية الأبناء أو الصعوبة في التوفيق بين رعاية العائلة بما تحمله من التزامات ومسؤوليات، فهذا يتطلب جهدًا كبيرا.

كما أكدت المرشدة الاجتماعية كفاية آل مبارك أنها عادةً ما تنصح الطالبات الأمهات بتنظيم الوقت وإعادة ترتيب الأولويات في جدول المهام، إضافة إلى الاستعانة بمصادر الدعم والمساندة من الأهل والأصدقاء، كما تنصحهم بالتركيز على "جودة" الوقت أكثر من "مدته"؛ لتعويض الأطفال عن الوقت الذي لم يكونوا معهم.

وقالت زينب دعبل، طالبة في جامعة البحرين، إن الأمهات يوازنّ بين الدراسة والأمومة بالإرادة.. بالإرادة أولًا تستطيع الأم مُجابهة كُل شيء، وبالمُوازنة بين الأمرين ثانيًا، يستطعن الموازنة من خلال الدراسة أول بأول، وقضاء وقت الفراغ في الجامعة بالدراسة لكي تتسنى لهن الفرصة عند الرجوع للمنزل بقضاء وقت أكبر مع أطفالهن، كما تتمنى لو تخصص الجامعة حضانة للأطفال؛ ليتسنى للأمهات التوفيق ما بين الدراسة والأمومة.

وتقول دعبل إن في كثير من الأوقات تحصل أمور لا تكون بالحسبان، كمرض الطفل المفاجئ، أو امتحان مُفاجئ، أو متطلبات أخرى..

فمهما فعلت الأم ستجد نفسها مُقصرة من ناحية أطفالها، ولكن هذا الشعور هو الذي يُحيي الرغبة في تقديم المزيد والمزيد؛ وذلك من أجل مستقبلهم ولعيش حياة كريمة.

وأيضًا، بينت وديعة الغريفي أنها واجهت العديد من المشكلات المتعلقة بدراستها، حيث كانت تدرس لمدة 3 سنوات بتخصص بعيد جدًا عن رغبتها، وكانت أسوأ أيام حياتها حسب تعبيرها، ولكنها لم تيأس وبحثت عن جامعات أخرى لكي تحقق حلمها وتصل إلى ما تطمح إليه، ولكن اتخاذ قرار دراستها مع الأمومة لطفل عمره 3 أشهر تطلب شجاعة وجهدا كبيرا بالنسبة لها؛ خصوصًا كونها تدرس تخصص التصميم الداخلي والتصميم المرئي المعروف بدراسته العملية التي تتطلب أحيانًا اليوم بأكمله، ولكن كان الطموح وشغف الدراسة موجودا مع كل التعليقات المحبطة التي واجهتها وديعة، حيث بذلت جهدا كبيرا في الموازنة بين الأمومة والدراسة، ولكن لابد من وجود المساعدة، فلولا العائلة لما استطاعت البدء من جديد بالدراسة في جامعة أخرى، فكانوا هم الداعم والمشجع الرئيس لها لمواصلة دراستها، ولكن بالطبع الإرادة هي سلاح المواصلة للوصول إلى الأهداف، وهي على وشك إكمال مسيرتها الدراسية، إذ تتدرب حاليًا مع شركة "إم سكوير ديزاين" وهذا يشعرها بالفخر.

وأبدت زينب الحداد رأيها قائلة إن الجمع بين الدراسة والأمومة ليس بالأمر السهل عليها ويتطلب تضحية كبيرة، فهي أم لـ 3 أطفال أكبرهم في التاسعة وأصغرهم في السنة الأولى، إذ حملت به وأنجبته وهي على مقاعد الدراسة، وزوجها شريك حياتها يعمل بنظام النوبات، وليس لديهم خادمة تعينهم على تنظيم وتنظيف المنزل ورعاية الأطفال، ورغم كل شيء قالت إن هذا لا يعني التخلي عن حلمها بإكمال دراستها الجامعية، وهي تحاول الموازنة بين ذلك، وهي الآن في السنة الثالثة ومعدلها الأكاديمي مرتفع.

من جهتها، بينت بيان فتيل أن ببداية حملها كان الموضوع أسهل؛ لأن الدراسة كانت "أون لاين"، ولكن بعد ما عادت للحضور في الجامعة أصبح الموضوع أصعب قليلًا، ولكنها لم تنسحب حتى مع عدم قدرتها على الموازنة في بادئ الأمر، وهذا بفضل زوجها وأهلها، إذ بدعمهم ومساندتهم لها لم تتخل عن دراستها رغم التحديات.

من جهة أخرى، قالت منى الخباز إنها تستطيع أن توازن بين دراستها وبين تربية أطفالها وحقوق زوجها وبين عملها وأمور المنزل، وكثيرًا ما تسأل عن هذا الموضوع، وهذا السبب يعود في اختيار جامعتها، فهي تدرس في الجامعة العربية المفتوحة لأنها لا تتطلب الحضور الفعلي يوميًا، والجامعة تدمج بين الحضور الفعلي والتعليم الإلكتروني فلا يشكل هذا ضغطًا كبيرًا على مسؤوليتها تجاه أسرتها، فجلوسها مع أطفالها والدراسة معهم يشعرهم بالحافز.

وأوضحت مروة الذوادي أن الدراسة أمر صعب على الطالبات المقبلات على الدراسة؛ لأنهن يواجهن صعوبة لإيجاد مكان يبقى فيه أطفالهن؛ وعندما لا يتلقين المساعدة من أهاليهن من الصعب جدًا إكمال الدراسة، لكن عندما يكبر أطفالهن يكون الأمر أسهل، ولكن تبقى هناك مسؤوليات أيضًا من جانب تدريسهم والإلمام بأمورهم الثانوية، فيكون معظم وقتهن في الجامعة، ولكن الأمهات لم ولن يستسلمن.

ختامًا، أصبحت الشهادة الجامعية خيارًا للحصول على وظيفة، فسوق العمل تفتقر لوظائف جيدة لذوي الشهادات البسيطة ورواتبها تكون ضئيلة، فالوظائف التي تمنح لخريجي الجامعات تكون رواتبها أعلى، وهذا ما تطمح أن تحصل عليه الطالبات الأمهات عند تخرجهن، ولكن الظروف جدًا صعبة من ناحية تربية الأطفال، إذ لو كان هناك حضانات في الجامعات لما كانت الدراسة بهذه الصعوبة.