انتهت قمة جدة بإعلان لا لبس فيه ولا تردد، لا جلسات سرية أو مشاورات جانبية، أو خصومات من أي نوع. كل دولة عربية قدمت تصورها حول أوضاعها الداخلية، ومواقفها الإقليمية من قضايانا المحورية وتلك التي تجدد أحزاننا في كل من فلسطين ولبنان والسودان واليمن وليبيا وغيرها.

المملكة العربية السعودية بكياسة وحكمة قادتها، ورصانة وصرامة ووضوح مواقفها مكنت الزعماء من أن يمروا بقضايا الأمة وأن يحسموا مواقفهم تجاهها بكل أريحية وبساطة والأجدل.

مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه أوضح موقف مملكة البحرين من جميع القضايا العربية، ورؤيتها الثابتة إزاء قضية العرب المركزية التي ستظل فلسطين المحتلة وحقوق شعبها المهدرة بمثابة في قلب القلب منها، وسنظل بما لا ندع مجالا لأي شك حافظين محافظين على الوعد، مراقبين داعمين مخلصين من أجل إيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية، حيث إنها لم ولن تسقط بالتقادم، فلا يضيع حق وراءه مطالب.

إعلان جدة جاء بردا وسلاما على الأمة بأسرها وهي تشاهد عودة سوريا وحضور رئيسها الدكتور بشار الأسد، وهي تتابع ترحيب المملكة العربية السعودية وكل الزعماء العرب به، معلنين تضامنهم معه من أجل المحافظة على الاستقرار في سوريا الجريحة وضمان وحدة أراضيها.

السودان وما يحدث فيه، المستقبل المجهول للشعب السوداني الشقيق، إعلان جدة أعلن بكل وضوح تضامنه معه وإعادة ترتيب البيت السوداني من الداخل، وضرورة أن يعود السلام والوئام إلى السودان الشقيق؛ حتى لا يستمر نزيف الأرواح وهدر الطاقات وتدمير كل معاول البناء. قمة جدة أيدت كل خطوات المملكة العربية السعودية في الدعوة لتغليب لغة الحوار بين الأطراف المتصارعة وأن الحرب لن تحل أبدا المشاكل، تماما مثلما تضامن الزعماء مع خطوة المملكة العربية السعودية في إعادة العلاقات مع إيران؛ حتى تعيش كل شعوب المنطقة في سلام واستقرار وازدهار، وكل قمة عربية وبلادنا بألف خير.

وكل خطوة مباركة نحو تحقيق هذا السلام لابد وأن ندرك بأنها سوف تؤتي أكلها، وإن كل الدعاوى لإشعال فتيل عدم الاستقرار، ستبوء حتما بالفشل. أمتنا أمة بناء وليست أمة هدم، نحن أمة تدعو مثلما أكد مليكنا المعظم إلى ضرورة بناء نظام إقليمي جديد يحفظ التوازن ويحقق التعاون والتكامل من أجل أن يكون لأمتنا ذلك الدور الطليعي الذي يحافظ على استقرارالدولة في مواجهة الجماعات والتيارات والأفكار الدخيلة، ودعا إعلان جدة إلى كل ما تحلم به شعوبنا من رخاء ونماء وإعادة للبناء والله الموفق والمستعان.