العدد 5311
الأحد 30 أبريل 2023
banner
يوم المهن ومستقبل التعليم
الأحد 30 أبريل 2023

ثمة رابط فوري بين “التمهين” والتعليم، بين التدريس والتطبيق، بين المعلوماتية وحركة الحياة، الرابط لابد أن يكون مباشرًا وغير متعفف، أو غير متعالٍ، لابد وأن تكون الجامعات مؤهلة لكي تحقق هذا التواصل بين العلوم وأسواق العمل، بين النظريات ومعامل التجارب، ثم بين الذاكرة وكتابة التاريخ.
عندما أنشأنا الجامعة الأهلية وضعنا نصب أعيننا خدمة خريجينا، وتوفير الأساس العلمي والعملي الذي يمكن البناء عليه، وألا نقطع صلتنا بهم، ولدرجة أننا نتواصل معهم بعد التخرج بل ونتحاور معهم، وندعوهم إلى فعالياتنا المختلفة، بل وننظم لهم الفعاليات الخاصة بهم.
وها نحن اليوم ننظم وبشكل سنوي النسخة الحادي عشر من معرض المهن برعاية وحضور وزير العمل السيد جميل حميدان ووزيرة شئون الشباب السيدة روان بنت نجيب توفيقي وعدد من النواب وكبار المسئولين في الدولة، وبمشاركة أكثر من 80 شركة ومصرف لديها مئات الوظائف المناسبة لخريجينا بل ولخريجي الجامعات البحرينية الأخرى.
ومما يثلج الصدر أن هذه الفعالية قد شهدت حضورًا كبيرًا من الخريجين الباحثين عن عمل، ومن المتابعين لأمور أسواق العمل في المملكة.
في الماضي كانت الجامعات تقوم بمهامها على أساس علمي وتعليمي بحت، واليوم أصبحت خدمة المجتمع من أهم أضلاع مثلث الرسالة الجامعية لأية جامعة ناجحة في العالم إلى جانب التعليم والتدريب والبحث العلمي طبعًا.
ومما لاشك فيه أن ربط العملية التعليمية بأسواق العمل يدخل ضمن ما يسمى بنطاق خدمة المجتمع ورعاية الخريجين، هو بالتحديد ما دفع الجامعة الأهلية خلال الفترة القريبة الماضية إلى البحث عن مناهج وبرامج جديدة لإدخالها ضمن المنظومة التعليمية لدينا وأهمها ما تم الإعلان عنه سابقًا عندما استحدثنا برامج الماجستير في المحاسبة الجنائية وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا المعلومات واللغات وعلوم التغذية، ومازلنا في خضم البحث عن برامج أخرى تربط الخريج بسوق العمل، وتحسن من مخرجات تطبيقات العلوم التي نقوم بتدريسها في الجامعة الأهلية.
وها نحن اليوم نفخر بأن خريجينا يتقلدون أرفع المناصب في الدولة، وفي الشركات الكبرى والهيئات العامة والمصارف والمؤسسات المرموقة، ولعل في اعتلاء خريجينا أهم المناصب كرئيسة لمجلس النواب وعدد من النواب والبلديين وسفيرة في أكبر دولة عربية، وغيرها من المناصب ما يؤكد أن ما نقوم بتدريسه في الجامعة الأهلية، وما يتم تقديمه من علوم وتطبيقات وبرامج ومناهج وبحوث علمية نحرص أن يحاكي واقعنا المُعاش، وأن يكون نموذجًا يحتذى لكي نساهم في إيجاد حلول ناجعة لمشاكلنا الاقتصادية والحياتية، وأن تكون الجامعة الأهلية بل وجامعاتنا كلها في طليعة الجامعات الإقليمية والعالمية التي تحظى بالتقديرات والتصنيفات المعتبرة، بل وبالمكانة اللائقة بها حتى تصبح مملكة البحرين بوسطن الخليج، التي يتلقى فيها آلاف الطلاب من المنطقة والعالم علومهم وآدابهم وفنونهم.
إن معرض المهن الذي نظمناه على أعلى درجة من التخصص والتوافق مع حاجات خريجينا، بل ومع حاجات المؤسسات التي عرضت وظائفها في حرمنا الجامعي ما هو إلا غيض من فيض، وما هي إلا خطوة على مشوار طويل قطعنا آلاف الأميال؛ لكي نحقق أحلام وطموحات الوطن فينا، وإن إصرارنا على هذا الرابط الوثيق بين جامعتنا والمجتمع المحيط ما هو إلا جزء من رسائلنا العلمية المقدسة التي آمنا بها في المهد، وحرصنا على الوفاء لها، فكرة ثم مشروع، ثم واقع نعيشه على أرض الخلود من خلال آلاف الخريجين والخريجات، والمسئولين المتميزين في مختلف مواقع العمل بالبلاد.
لقد انتهى يوم المهن بنجاح، وقد حصل البعض على وظائف مناسبة بكل تأكيد مازال الوقت مبكرًا لإحصاء أعدادها، تمامًا مثلما حقق المعرض تعاطيًا مع مختلف الجهات المسئولة عن سوق العمل وعلى رأسها الوزير المسئول وكبار المسئولين في الدولة، وكل معرض وبحريننا الغالية بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية