العدد 5290
الأحد 09 أبريل 2023
banner
مشروع القرن
الأحد 09 أبريل 2023

 كانت الزيارة المباركة التي شرفنا بها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه لمجلس الحواج قبل أيام ستظل ماثلة في الأذهان من حيث إن القضايا التي تحدث فيها سموه بمنتهى العمق والبساطة شعرنا بأنها نابعة من القلب؛ ولذلك فإنها دخلت إلى قلوب جميع الحاضرين.
لقد كان سموه بسيطًا ومقنعًا عندما تحدث عن النسيج الوطني البحريني الخالص، عن التكاتف الملحمي المجتمعي إبان أزمة كورونا، وكيف أن ذلك ساعد الفريق الوطني والحكومة على تجاوز تلك المحنة، بل والخروج منها ونحن أكثر قوة ومنعة وتلاحمًا.
ومما لاشك فيه أن الحديث السريع لسموه والالتقاط الحصيف للأزمة الاقتصادية العالمية والحالة التي يمر بها اقتصادنا حاليًا والتي وصفها حفظه الله ورعاه بأنها مستقرة رغم كل ما تتعرض له اقتصادات المنطقة والعالم من تداعيات، هذا الطرح في حد ذاته قد بث فينا جميعًا روحًا عامرةً بالطمأنينة والإيمان أن هذا الوطن لا تكسره المحن، وأن همم رجاله أكبر من أي وهن، وأن إرادة مؤسساته أكثر قدرة على التعاطي مع الأزمات، وكأنها ريح عابرة أو سحابة صيف لا ينبغي الوقوف أمامها طويلاً، بل لابد من مواجهتها بكل أسلحتنا، وكل إمكاناتنا، وكل قدراتنا التي اكتسبناها على مر الزمان.
لقد تحدث سمو ولي العهد عن الهدم السهل للمنجزات، وقال إننا دولة تبني على ما فات ولا تهدم ما تحقق من منجزات، الهدم سهل، ولكن البناء صعب، لذلك نحن اخترنا طريق البناء، اخترنا الحياة، ولم ننجر إلى المهاترات، وتوافقنا على هذا الخيار، بل وآمنا به حتى نستطيع أن نستكمل مشاوير من سبقونا.
هكذا قرأت في كلمات سمو ولي العهد، وهكذا اتفق معي الحضور بأن القطاع الخاص لابد أن يحلق بأريحية كاملة مع القطاع العام، وأن الدولة هي الراعية لكلا القطاعين، وهي المانحة للأنظمة واللوائح الكفيلة بتوفير تكافؤ الفرص بعدالة وإتقان بين القطاعين، لا فرق بين هذا أو ذاك، أو تفضيل لهذا على ذاك.
إنها قراءة سريعة في رؤية قائمة على البناء، وهي محاولة انطباعية لما يمكن أن يكون عليه الوطن الغالي البحرين، ونحن نرى ونسمع من قيادتنا الحكيمة أن القادم سيكون بإذن الله أفضل، وأن الآمال العظيمة تصنع الأمم العظيمة، وأن المحن هي مصنع الرجال، والأزمات هي المخرج لنا من كل شر والمأمن لبلادنا من كل مكروه.
هكذا تعلمنا في المهد، وهكذا نراه اليوم ماثلاً أمامنا ونحن نتحدث وجهًا لوجه مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونطارحه الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة، ونتفق معه على كلمة سواء مفادها أن هذا الوطن الغالي لكل أبنائه؛ لأنه لكل أبنائه.
القضايا الاقتصادية لا تكف عن مزاحمة أعمالنا وأفكارنا، والتخصص الشديد في البحث عنها والتحاور حولها هو ما دفعني ونحن في معية سمو ولي العهد بمجلسنا الرمضاني إلى الحديث أكثر عن التخصصات الجديدة التي أدخلناها على منظومة برامجنا التعليمية في الجامعة الأهلية، فتحدثت عن المحاسبة الجنائية كمثل وحيد حاضر وماثل أمام الجميع، عن برنامج الماجستير الذي انضم إليه عدد لا بأس به من الدارسين حتى الآن، وكيف كان سمو ولي العهد مستجيبًا ومعلقًا بتركيزه المعهود على هذه الخطوة وعلى أنها سوف تسد فراغًا وظيفيًا في هذا التخصص النادر.
و.. امتد الحديث مع سموه إلى العديد من قضايا الساعة المهمة، وعلى رأسها تكنولوجيا الاتصالات، والمتغيرات الاجتماعية التي صاحبتها، وكيف نواجه هذا الوضع بزيادة التواصل والتلاحم، والترابط المجتمعي العميق، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية