العدد 5297
الأحد 16 أبريل 2023
banner
بركات العشر الأواخر
الأحد 16 أبريل 2023

بدأنا قبل أيام قلائل العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، بدأناها بالدعاء إلى الله عز وجل، أن يديم على بلادنا وقادتنا وشعبنا نعمة الرخاء والازدهار والاستقرار، وأن يسبغ على أمتنا العربية والإسلامية بدوام السلام والمحبة وإعادة الأمور كل الأمور إلى نصابها الصحيح.
مملكة البحرين كعادتها تدخل هذه الأيام المباركة وهي متسلحة بالعلم والإيمان، بالمنجزات والدعوات الصالحات، بالبناء على ما فات، واستلهام العبر والدروس من تصريحات القيادة الحكيمة خلال التقائها بجموع الناس خلال الشهر الكريم.
لقد كنت حسن الحظ؛ لأنني اقتربت أكثر من فكر القيادة وهي تلتقي بجموع الشعب، وهي توجه إليهم فكرتهم الجديرة بالبناء على ما فات، كلمات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مجلس عائلتنا مازالت ماثلة في ذهني، الهدم سهل، ولكن البناء صعب، ونحن دولة بناء لا هدم، هذه الكلمات تذكرني بقاعدة علمية قديمة مفادها أن المادة لا تُفنى ولا تُخلق من العدم، هذا يعني أن البناء التراكمي للمراحل على بعضها البعض هو الذي يصنع الأمم، هو الذي يثبت الأرض تحت أقدام شعبها، وهو الذي يقيم الصروح الخالدة والمشروعات التنموية القادرة على الوفاء بحاجات الناس.
من حسن الطالع أن العشر الأواخر تحل علينا هذه السنة وبوادر السلام تحلق في سماوات المنطقة، حالة من الوئام المرحلي التي يمكن البناء عليها والحديث من خلالها عن مشروعات المستقبل، حالة خاصة لا تتكرر في أعمار الأمم كثيرًا، وبصفة أكثر خصوصية إذا كانت هذه الأمم تعاني من ويلات الحروب ومن حالات الانكفاء على القطرية المقيتة ونسيان ما يربط الأمة من وشائج ومصاهرات ومصالح مشتركة.
وها نحن الآن أمام أكثر من فرصة ذهبية لإقامة سلام قائم على العدل مع كافة أطراف معادلة الإقليم المتشح بالغضب أحيانًا، وبالأمل في المستقبل المشرق أحيانًا أخرى.
العشر الأواخر من الشهر الفضيل تهل علينا هذه الأيام وهلالها يكاد يقول لكل الناس: ها نحن الآن أفضل حالاً مما سبق، وها نحن اليوم أكثر أملاً في أن يعم السلام اليمن ولبنان وسوريا وليبيا والسودان والعراق ومختلف الدول الشقيقة التي ذاقت الأمرين خلال العقدين الأخيرين لأسباب بعضها معلوم والآخر نحاول اكتشاف مراميه وسبر أغواره والوصول إلى فحواه ومحتواه وما كان يتجلى منه أو فيه.
العشر الأواخر تهل علينا والبحرين الغالية في أحسن حال، وأيامها الخوالي تطل على الناس وكلهم أمل في أن القادم سيكون أفضل بإذن الله.
اقتصادنا إلى الأمام، هذا ما يبشر به قادتنا، وتكاتفنا الاجتماعي ونسيجنا الوطني في أحسن أحواله والحمد لله، وعملنا الدؤوب مازال على المحك؛ نظرًا لأن العالم الذي أصبح بمثابة قرية صغيرة مازال يضيق على المعمورة بكل ما يمكن أن يجعلها أمام تحديات جديدة، بل وأمام معادلات صعبة ينبغي تفكيك أهم أرقامها وتحليل أصعب نتائجها والوصول إلى النماء المستدام في التو واللحظة والمكان الذي يليق بنا كدولة للخدمات الممتازة ليس بحلول العام 2030 إنما قبل هذا التاريخ بكثير.
العشر الأواخر تهل علينا ونحن أمام الله والوطن والمسؤوليات الكبيرة سواء، ونحن على أعلى درجة من الاستعداد والجاهزية بأن نساهم كأكاديميين وعلماء في إبعاد الأخطار عن بلادنا، وفي إنجاز التنمية بكل قطاعاتنا المبشرة وأهمها قطاع التعليم الأكاديمي الجامعي وما يحمله من آمال لكل طالبي العلم، وكل منشدي النماء، وكل المنطلقين لغد مشرق بحول الله.
هذه الأيام وهي تهل علينا لا يسعنا إلا أن نستقبلها بالدعاء، أن يوفق الله عز وجل قادتنا إلى ما يحبه ويرضاه، إلى كل ما يصبو إليه المجتمع والناس لمزيد من نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، وأن يجعل من بلادنا العزيزة البحرين بلد عزة وكرامة ونماء على الدوام، وأن يوفقنا الله العلي القدير إلى كل ما يضع هذه الأمة في مقدمة الأمم القادرة على تجاوز المحن وبناء النهضة والحضارة والاحتكام للعقل والعلم في كل ما يؤرق مخادعنا ويساور خطواتنا ويقلق سرائرنا إنه المُعِز الحكيم، وهو على كل شيء قدير، وكل عام وبلادنا بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .