العدد 5329
الخميس 18 مايو 2023
banner
هل يحارب البلديون الشمس
الخميس 18 مايو 2023

يخيل إليّ أن وضع المجالس البلدية مثل رمز المستحيل الذي وصفته الأديبة غادة السمان في مجموعتها القصصية الأولى، حيث قالت على لسان إحدى البطلات “كنت تحاربين الشمس.. تريدين أن تشرق من الغرب، أن تخرس الأمواج، وأن يضل الليل طريقه إلى دروب المدينة”.
وأعني بذلك أن الكثير من البلديين يشتكون ضعف الصلاحيات، وأن لا حول ولا قوة لهم، وأن عملهم يندرج تحت الوصاية والاقتراح فقط، وهناك نقص في الوفرة المالية، وغيرها الكثير من القضايا التي تثار في كل دورة، غير الموضوع الذي يشغل التفكير ويقودنا إلى الميدان المجهول، وهو عدم امتلاك عدد من الأعضاء البلديين ثقافة العمل البلدي الحقيقي وأشكاله، وهي مسألة تحدثنا عنها مرارا بكل قلق كامن في النفوس، ولغاية اليوم.. نعم لغاية اليوم لا توجد عبارات تبشيرية حاسمة يمكن أن تقال في بعض الدوائر بمختلف المحافظات، يأتي عضو من دون أية خبرة سابقة ثم يرفع يده مودعا، ويتبعه آخر ليكمل قصة إخفاق الأول، وهكذا يستمر الحال، حتى أنه في إحدى الدوائر بالجنوبية لم يظهر العضو البلدي لأي مخلوق كان منذ فوزه بالانتخابات، قد يتحول البحر إلى قهوة لكنه لن يقفز من مكتبه أو منزله ليلتقي بأهالي الدائرة ويناقش معهم ويلبي احتياجاتهم وطلباتهم، تراه يزور كل مكان لكنه لا يذهب إلى هناك مطلقا.
نقول بالمواجهة الصريحة.. ما العمل؟ وإلى متى سيتحمل أهالي بعض الدوائر الصعوبات والمتاعب والمشاق. نقص في الخدمات، وإهمال بلدي يأتي بروح جديدة في كل مرة، ووعود تشبه جدران الطين، وبلديون يشعروننا بأن هناك أزمة عميقة تمنعهم عن القيام بدورهم المنشود، لكن حين ترجع إلى أصل الحكاية تكتشف أنهم بلا تجربة خصبة وأنهم المحور الذي تدور حوله كل المشاكل.
من المفيد أن نعرف الهوية الواضحة للعمل البلدي، وضعف الخدمات في بعض الدوائر الذي حير العلماء.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .