العدد 5299
الثلاثاء 18 أبريل 2023
banner
“لزقة جونسون”
الثلاثاء 18 أبريل 2023

ما إن يطرأ عليك طارئ أو تنزل على رأسك بلية حتى يأتيك مهرولاً، ليكون أول الواصلين لمواساتك، يفزع لك في العزائم والأفراح؛ فلا تخلو مناسباتك من جميل وجوده، وهو معك في تلبياتك دعوات الآخرين وزياراتك التي تقدم فيها الواجب، وهل يعقل ألا يسايرك كظلك في المناسبات الدينية والاجتماعية والثقافية إن كنت مهتماً بذلك، وإن لم يكن مهتماً بمثلها؟! النكتة في الأمر كله، هو أن وجوده لا يعدو كونه زيادة في الوجود وبقاؤه غير عبء وعالة.
هذا ما نطلق عليه في مجتمعنا اللزقة، ولزقة جونسون، ذلك “اللاصوق” الذي كان يستعمله أهلونا على موضع التداوي، ويترك أياماً حتى يأبى أن ينزع من موضعه. 
كصاحبنا الدبق غير اللبق، الذي يهاتفك في أي وقت شاء بداع وبغير داعٍ، ليهذر في أذنك لساعة أو تزيد، وكأنك متفرغ له من كل شيء، ولا عمل عندك تقوم به، أو أسرة ترعاها، أو مشاوير تقضيها، أو أنه يزورك أو يطلب منك الخروج معه بشكل يومي، والمصيبة إن كان لا يملك سيارة يقضي بها حاجاته، فتصبح أنت الصديق والسائق لحضرة المبجل اللاصق. انتبه فهو شخص حساس جداً لو أثار جنونك وواجهته بغضبك من تصرفاته، أو حاشا لله لمحت له بضيقك من حشره الدائم نفسه في حياتك وحرمانه المزعج لحريتك.
المواجهة هي الحل للاصوق الذي يأبى الفهم والاستيعاب بأنه ليس الوحيد في حياة الآخرين، وبأن حياتهم مشحونة بالمشاغل والعمل، وليس بأجنداتهم أي متسع لمثله. واجه صاحب الظل الثقيل بأن لك خصوصية وبأنه يطلع عليها حين يزورك ويطيل مقامه في بيتك، وعلى الخصوص لو كانت امرأة تلاحق صاحبة البيت حتى في مطبخها وتراقب مأكلها وأطفالها، قل له إنه من غير اللائق أن يسرق وقتك ووقت أسرتك وواجباتك، فهو ليس من ضمن تلك الواجبات، ونحن نقول له: “لا تكثر الدوس عن أهلك يملّونك”.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية