كان يومًا مشهودًا ذلك الذي احتفى فيه العالم بيوم المرأة، بنصف دنياه، ومُناه وكل أمله في الحياة.

خرجت الـ "بي بي سي" بتقارير غاية في السلبية عن المرأة العربية، عن حقوقها المهضومة، وعن وضعها المتراجع في المجتمع. وجاءت منظمة العمل الدولية بتقارير أكثر فداحة وكارثية عن وضع المرأة في الدول النامية، عن أحوالها الاقتصادية واستحقاقاتها السياسية ودورها الهش في المجتمع، ردت عليها التقارير الرسمية العربية التي تحدثت عن حصول المرأة على حريتها، وعلى استحقاقاتها في الانتخابات البرلمانية ومشاركتها في العمل النقابي والأهلي والخيري، وفي مختلف مؤسسات المجتمع المدني شأنها في ذلك شأن الرجل.

وتحدثت مجالس المرأة عن تمكينها لتصبح أكثر قدرة على رعاية أحوالها والاعتماد على نفسها والقيام بأدوارها المجتمعية والوظيفية والأسرية على أكمل وجه، لكن ماذا قالت الـ "بي بي سي" أو هيئة الإذاعة البريطانية ومنظمة العمل الدولية باعتبارهما مؤسستين مسؤولتين عن منظارهما الأممي الذي تريان به كل شيء بالعين المجردة وغير المنحازة. الـ "بي بي سي" رثت حال المرأة في عدد من الدول الإسلامية والأفريقية، واعتبرت أنها لم تحصل على أدنى حقوقها في المجتمع، في التعليم، في الرعاية الصحية، في التوعية الإنسانية وفي التنمية.

بينما جاءت منظمة العمل الدولية بأرقام صادمة عندما اعتبرت أن المرأة أمامها 202 سنة حتى تستطيع تجاوز وضعها المزري الذي تعيش في كنفه وحتى تتساوى مع الرجل وسط انحياز واضح للتشريعات والقوانين واللوائح المؤسسية الذكورية. كشفت أرقام منظمة العمل الدولية عن أن 15 % من نساء العالم عاطلات، وأن 10,5 % فقط من الرجال يعانون من نفس الكارثة، كما كشفت بأن كل دولار يتقاضاه الموظف أو العامل الرجل تتعاطى المرأة مقابله 51 سنتًا، أي نصف ما يتقاضاه الرجل، وذلك في إشارة واضحة إلى تدني أجور المرأة أسوة بالرجل، ليس في العالم الثالث فقط إنما في العالم المتقدم أيضًا.

هذه الأرقام الكاشفة أخفت في طياتها العديد من المكتسبات التي تحققت للمرأة منذ قاسم أمين في مصر حتى المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة ملك البحرين المعظم في عام 2001 وإلى يومنا هذا.

لقد نادى قاسم أمين بتحرير المرأة من عبودية الرجل، بخروجها إلى المدرسة والجامعة والعمل في مختلف الأنشطة شأنها في ذلك شأن الرجل.

وقال جلالة ملك البحرين عن المرأة إن تاريخها حافل بالمنجزات والأدوار، وتمكينها لابد أن يأخذ دوره في المجتمع لتصبح وزيرة وسفيرة وقاضية ونائبة في البرلمان حتى وصلت قوتها التصويتية في الانتخابات النيابية إلى نفس قوة الرجل.

ثم جاء المجلس الأعلى للمرأة البحرينية برئاسة قرينة ملك البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة ليضع الأطر المؤسسية الكفيلة بتمكين المرأة ومنحها كامل حقوقها والإعدادات والجاهزية اللازمة بأن تلعب دورًا مساويًا ومتميزًا في المجتمع إلى جانب دورها المتعاظم في الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والسياسية.

هذه صورة عربية من دولتين شقيقتين تختلف جذريًا عما جاء في تقارير أجهزة الإعلام الغربية ومنظمة العمل الدولية.

من هنا وفي هذا اليوم الذي احتفينا به وبأنفسنا واحتفى فيه العالم بنا نقول لكل نساء الأرض، ما حصلنا عليه كان ثمرة جهود مضنية لمجتمع عربي أكثر وعيًا بأهمية المرأة، وما لم نحصل عليه سنحصل عليه حتمًا طالما أننا نعيش في بلاد القانون والحرية والإصلاح، وكل عام والمرأة بألف خير.

كاتبة مصرية