لا تخفى على الجميع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للحد من الازدحامات، وضمان انسيابية الحركة المرورية، وذلك بتطوير الطرق والشوارع، وبناء أخرى في مناطق متفرقة من المملكة، لكن من الواضح جداً أن مشكلة الازدحامات هذه قد تفاقمت بشكل مقلق؛ فلا يعقل أن يستغرق قائد المركبة لقضاء مشوار واحد قرابة الساعة إلى الساعتين في بلد تعد مساحته الجغرافية صغيرة بالمقارنة مع دول أخرى، وهو ما يجعل هذه المشكلة أزمة حقيقية ينبغي السيطرة عليها سريعاً.

هناك الكثير من الحلول الكفيلة بتخفيف حدة الازدحامات المرورية، غير بناء الطرقات والشوارع الإضافية، أو توسعتها وتطويرها، وهذه الحلول أو غيرها يجب أن تستهدف بشكل رئيس الأوقات غير الاعتيادية مثل أوقات الذروة وأوقات وقوع الحوادث؛ ومن أبرز هذه الحلول توافر (المترو)، وهو المشروع الذي تنتظره البحرين بفارغ الصبر بعد الإعلان عنه ضمن المشاريع التنموية الكبرى التي تتبناها الحكومة، ما سيجعل حركة المرور كخلية النحل، تمتص الازدحامات، وتنقل الكثير من الناس في آن واحد بشكل مرتب ومنظم، ناهيك عما ستدره وسيلة النقل هذه من أموال على القطاعين العام والخاص.

يعتبر هذا المشروع أحد الحلول الناجعة التي لن تهدر الوقت، ولن تثير توتر وعصبية الناس بسبب الازدحامات، فليس من المعقول أن تتعطل مركبة واحدة أو أن يحدث حادث بسيط وسط الشارع أو تتساقط بعض الأمطار لينتظر قادة المركبات لأوقات طويلة لحين رجوع الحركة في الشارع إلى طبيعتها، خصوصا إذا وقعت هذه الحالات في أوقات الذروة؛ وقت الخروج من الأعمال أو الذهاب إليها، لكن أيضاً فإن هذا المشروع سيحتاج إلى بضع سنوات لإتمامه حسب الإعلان الرسمي، وهو ما يجعلنا أمام ضرورة اتباع المزيد من الحلول الأخرى بموازاة هذا الحل، ومنها - على سبيل المثال - توزيع الخدمات كافة سواء الحكومية أو الخاصة على مختلف المناطق، على ألا ترتكز في منطقة أو مناطق معينة بحد ذاتها، مع تفعيل الخدمات الإلكترونية في كل الجهات الممكنة، وهو ما سيسهم بشكل فعال في حل المشكلة التي باتت حديث الساعة هذه الأيام.

* كاتب وأكاديمي بحريني