دشنت القرية التراثية في عسكر في العام 2021، وتم إنشاؤها لتضم معالم مملكة البحرين التراثية، وذلك بغية إحياء التراث وتصوير المسلسلات ذات الطابع التراثي، وقد احتضنت القرية عدداً من البرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى عمل أو عدة أعمال درامية حتى يومنا هذا، وتصلح هذه القرية بطبيعتها لتناول حقبة زمنية معينة أو أكثر، مرت بها البلاد والمنطقة.

نطمح في مملكة البحرين للذهاب إلى أبعد من هذا حقيقة، وذلك بإنشاء مدينة إنتاج متكاملة معنية بالإنتاج الإعلامي والفني، أسوة بالكثير من الدول الأخرى التي بنت مدناً للإنتاج، تحتوي على كل الإمكانيات المتطورة، وعلى مستوى يواكب التقدم الحاصل في المجالين الإعلامي والفني.

ومن المدن العربية الرائدة مدينة الإنتاج الإعلامي في جمهورية مصر العربية الشقيقة التي دشنت في العام 1997م، وكان لها الدور البارز في صناعة الدراما بشكل عام في مصر والمنطقة، ولا تخفى علينا أيضاً مدينة الإنتاج الإعلامي في إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي دشنت في العام 2003، وهي منطقة حرة تسمح بالتملك الحر ومخصصة لشركات الإنتاج الإعلامي، وتضم آلاف الشركات الإعلامية، وكان لها السبق في الخليج العربي، هذا بالإضافة إلى مدينة (twofour54) في إمارة أبوظبي التي تم افتتاحها في العام 2008، وحققت نجاحات وتقدماً باهراً بتوفيرها المساحات ومرافق الإنتاج المختلفة لكل الشركات بمختلف أحجامها، وتضم الآن أكثر من 600 شركة إعلامية، و5 آلاف إعلامي، كما توفر هذه المدينة للمبدعين عدة محفزات منها استرداد نقدي بقيمة 30 % من لجنة أبوظبي للأفلام من مصاريف الإنتاج المنفقة داخل الإمارة، إلى جانب المزيد من الامتيازات الأخرى. ونحن في مملكة البحرين، ألم يئن الأوان لأن تنشأ لدينا مدينة إنتاج، والبحرين هي الرائدة والسباقة في كل المجالات، علماً أن مدناً كهذه تعتبر استثماراً مجدياً، خصوصا أن المجالين الإعلامي والفني يحضيان باهتمام عالمي كبير، وأن من خلالهما يمكن تحقيق الكثير من الإنجازات وإبراز المنجزات، وإيصال صوت البحرين وإرثها وتاريخها العريق إلى العالم بأسره، وذلك من خلال الكلمة الإعلامية الصادقة، والحس الإبداعي الفني الفريد الذي لطالما تميزت به.

* كاتب وأكاديمي بحريني