أصبح من الضروري بمكان لأية دولة تطوير سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لما لها من أهمية بالغة، والعمل على إنجازها وفق خطة زمنية وطنية محددة.
وتأتي محاربة المخاطر التي تتعرض لها البيئة على رأس الأولويات، وذلك حفاظاً على التوازن البيئي الذي يخدم البشرية، ولا يضر بها، وحماية من الملوثات الناجمة عن الاكتظاظ السكاني مثلاً وما يصحبه من استخدامات متزايدة لوسائل النقل الخاصة، والاعتماد شبه الكلي على النفط ومشتقاته في هذه العملية الديناميكية المسببة للكثير من المخاطر التي تواجه الأرض.
يندرج ضمن الخطة الحضرية 2040 لإمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة مشروع مدينة العشرين دقيقة، وتتلخص فكرة المشروع في ألا يتعدى أي مشوار داخل الإمارة عشرين دقيقة إما سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية، وذلك ببناء ممشى بطول 93 كيلومتراً، صديق للبيئة تماماً ومغطى بالكامل، يقي من التقلبات الجوية، خصوصاً الحرارة الزائدة في مناطقنا، والتي تستدعي حلولاً مبتكرة وعملية.
ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله التطويرية، ولم ينفذ بعد، إلا أنه يستحق الدراسة لتطبيقه في مملكة البحرين، خصوصا أن طبيعة أجوائنا متقاربة في دول الخليج العربي، كما أن الازدحامات المرورية بدأت منذ زمن تسبب قلقاً متزايداً في مساحة جغرافية صغيرة من غير المعقول أن تتطلب قضاء الكثير من الوقت للوصول إلى الوجهات، وهو ناتج - كما نعلم - عن الكثافة السكانية العالية والاعتماد المتفاقم على وسائل النقل الخاصة، ما يسمح بانبعاث المزيد من الملوثات التي يفترض إيجاد حلول جذرية لمحاربتها، ومن ضمن هذه الحلول تغيير أنماط الحياة الخاصة بطرق ووسائل النقل، وإنشاء مشاريع مشابهة ذات أفكار عصرية.

*كاتب وأكاديمي بحريني