+A
A-

نتائج مالية قياسية لشركات الطيران الخليجية في 2022

حققت شركات الطيران الخليجية في العام الماضي 2022 أرباحًا قياسية، في مؤشر جديد على انتعاش حركة الطيران بعد إغلاقات “كوفيد 19”.


وبدأت صناعة الطيران بالعودة إلى طبيعتها حيث شهدت شركات الطيران والمطارات في جميع أنحاء العالم انتعاشًا سريعًا بعد أن عانت من انخفاض الطلب على السفر الجوي نتيجة تداعيات الجائحة.


وبحسب البيانات التي أعلنت عنها شركات الطيران الخليجية، فقد حققت شركة “فلاي دبي” للرحلات المنخفضة التكلفة أرباحًا قياسية في العام 2022، في مؤشر جديد على انتعاش حركة الطيران بعد إغلاقات “كوفيد 19”، على الرغم من تقلبات أسعار الوقود.


وقالت الشركة التي تتخذ إمارة دبي مقرا إن الأرباح نمت بنسبة 43 % مقارنة بالعام الذي سبق لتبلغ 327 مليون دولار بعد أن حققت أرباحًا بقيمة 229 مليون دولار في 2021.


وفي العام 2021، أعلنت الشركة أنها سجلت خسائر بقيمة 194 مليون دولار في 2020 بسبب الإغلاقات المرتبطة بـ “كوفيد 19” وأزمة إيقاف طائرات بوينغ ماكس 737.


وقال رئيس الشركة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم في بيان نُشر على موقع “فلاي دبي” إن “الأداء التاريخي الذي حققته فلاي دبي خلال العام الماضي هو نتيجة مباشرة لنموذج الأعمال القوي للناقلة وقدرتها على التكيف والمرونة خلال التحديات”.


بدوره، قال الرئيس التنفيذي للشركة غيث الغيث “كان العام الماضي عامًا استثنائيًا، مدفوعا بتسارع الطلب، وتزامنا مع الشهور الأخيرة من إكسبو 2020 إضافة إلى الجهود غير المسبوقة لتسهيل حركة المسافرين ومشجعي كرة القدم بين والدوحة ودبي خلال المونديال الأخير”.

وتابع “العمل في أوقات التحديات والتي تتسم بالتقلب المستمر في أسعار الوقود.. وارتفاع التضخم العالمي والاضطرابات الجيوسياسية، لم يؤثر على أدائنا”، في إشارة إلى عدم استقرار أسعار الخام والتداعيات الأخرى للغزو الروسي لأوكرانيا.


وفي ديسمبر الماضي، توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تعاود شركات الطيران تحقيق أرباح هذا العام، علمًا أن العديد من الشركات حول العالم بدأت تعلن عن تحقيق أرباح في 2022.


ويتوقع أن تحقق شركات الطيران أرباحا قدرها 4,7 مليار دولار في 2023، بحسب “إياتا”. وما زال الرقم أقل بكثير من الأرباح البالغة قيمتها 26,4 مليار دولار التي سجلها القطاع عام 2019، قبل أن يدفع “كوفيد” البلدان لفرض قيود على السفر.


إلى ذلك، حققت شركة “العربية للطيران”، أول وأكبر شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نتائج مالية قياسية خلال السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022، حيث ضاعفت الشركة أرباحها وعدد المسافرين على متن رحلاتها مقارنة بالعام السابق، وواصلت خططها التوسعية محققة أداء ماليا وتشغيليا قويين.


وسجلت “العربية للطيران” أرباحًا صافية قدرها 1.2 مليار درهم إماراتي (ما يعادل 326.8 مليون دولار) خلال السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022، بزيادة نسبتها 70 % مقارنة بـ 720 مليون درهم للعام 2021. ووصل حجم إيرادات الشركة للعام 2022 إلى 5.2 مليار درهم إماراتي، بزيادة نسبتها 65 % مقارنة بالإيرادات المسجلة في 2021 والبالغة 3.2 مليار درهم. وساعد النمو القوي في أعداد المسافرين، والذي تجاوز أعداد ما قبل الجائحة، الأداء المالي والتشغيلي الذي حققته الشركة للعام 2022.


وقدمت “العربية للطيران” خدماتها لأكثر من 12.8 مليون مسافر في العام 2022 انطلاقًا من مراكز عملياتها السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر وأرمينيا وباكستان، مسجلة بذلك زيادة قدرها 90 %، مقارنة بعدد المسافرين في العام السابق والبالغ 6.8 مليون مسافر.

وحافظ معدل إشغال المقاعد نسبة عدد المسافرين إلى عدد المقاعد المتاحة - للسنة المالية 2022 على معدل قوي بلغ 80 %.


وقال رئيس مجلس إدارة “العربية للطيران” الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني “تمثل النتائج المالية القوية التي حققتها مجموعة العربية للطيران خلال العام 2022 الأفضل في تاريخ الشركة. ويدل الأداء التشغيلي والمالي على مدى فعالية أنموذج الأعمال الذي نتبعه وكفاءة فريق الإدارة فضلًا عن استراتيجية النمو الطموحة. وعلى الرغم من استمرار التحديات في العام 2022، إلا أن صناعة الطيران بدأت بالعودة إلى طبيعتها حيث شهدت شركات الطيران والمطارات في جميع أنحاء العالم انتعاشًا سريعًا بعد أن عانت من انخفاض الطلب على السفر الجوي نتيجة تداعيات الجائحة”.


وأضاف آل ثاني “حافظت مجموعة العربية للطيران على نمو أعمالها القوي في العام 2022 من خلال زيادة حجم أسطولها وإضافة وجهات جديدة عبر شبكة وجهاتها العالمية وإطلاق العمليات التشغيلية لأحدث مشاريعها المشتركة في أرمينيا وباكستان. ونحن فخورون بأن خدمات العربية للطيران المدفوعة بالقيمة المضافة باتت الآن بمتناول قاعدة عملاء واسعة في عدد من الأسواق الإقليمية الرئيسة”.


بدورها، سجلت شركة طيران الجزيرة الكويتية أرباح صافية بقيمة 20.1 مليون دينار كويتي (ما يعادل 65.1 مليون دولار) في العام المالي 2022، بارتفاع نسبة 183.6 % مقارنة بالعام 2021. وأوضحت الشركة في بيان لها أن الإيرادات التشغيلية ارتفعت خلال 2022 بنسبة 126.5 % مقارنة بالعام 2021، لتسجل 182.1 مليون دينار كويتي، كما ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 148.4 لتسجل 26.8 مليون دينار.


ومع أن حركة المسافرين عبر مطار الكويت الدولي قد انخفضت في العام 2022 بنسبة 26 % مقارنة بالعام المقارن في 2019، إلا أن طيران الجزيرة شهدت زيادة بنسبة 19 % في عدد الركاب الذين نقلتهم خلال العام. أما مقارنة بعام 2021، فقد ازداد عدد ركاب الجزيرة بنسبة 247.5 % ليبلغ 3.6 مليون راكب.


وارتفع معدل إشغال المقاعد بنسبة 10.2 % إلى 77.01 %، ما عوض بشكل كبير الانخفاض بنسبة 35.1 % في متوسط سعر التذاكر المدفوعة من قبل الركاب، والذي بلغ 47.96 دينار كويتي.


إلى ذلك، أعلنت طيران ناس، الناقل الجوي السعودي والطيران الاقتصادي الرائد في الشرق الأوسط، عن نمو سنوي مضاعف في التشغيل والأداء في العام 2022، مع زيادة عدد الركاب بنسبة 91 % إلى 8.7 مليون، والرحلات بنسبة 45 % إلى 66 ألفًا، وسعة المقاعد بنسبة 46 %، إضافة إلى إطلاق 16 وجهة و30 خط طيران مع زيادة الأسطول إلى 43 طائرة.


وكان مسؤولون في شركة مطار البحرين والمجلس الدولي للمطارات قد أكدوا مؤخرًا أن صناعة الطيران ستشهد تعافيًا قويًا خلال العام الجاري 2023 لتعود إلى معدلات أداء ما قبل الجائحة في العام 2019، حسب القراءات التي توفرها مؤشرات حركة الطيران مؤخرًا.


وقال الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين عضو مجلس إدارة المجلس الدولي للمطارات، محمد البنفلاح “نشهد استمرارًا في تنامي حركة المسافرين، يجب على المطارات أن تكون على أتم الاستعداد لتلبية احتياجاتهم بالتوازي مع الحفاظ على مسؤولياتها تجاه الحفاظ على البيئة. إن هذا يستدعي التكامل وتنسيق الجهود بشكل شامل، ومن هنا تنبع أهمية مثل هذه الاجتماعات”.


وأضاف “لقد رصدنا استئناف حركة النمو في البحرين مع ازدياد عدد المسافرين عبر مطار البحرين الدولي في العام الماضي 2022 بنسبة 127,5 بالمائة مقارنة بالعام 2021، ليصل إلى 6,9 مليون مسافر، بفارق بلغ 29 % فقط عن أعداد العام 2019 التي كانت 9,6 مليون مسافر.

إن هذه المعطيات تدل على تعافٍ قوي في العام 2023، سوف يشمل العديد من المجالات للبحرين ويعزز من حضورها الدولي”.


بدوره، تحدث المدير العام لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في المجلس الدولي للمطارات، ستيفانو بارونشي، عن أداء المنطقة في قطاع الطيران، قائلًا “تعتبر منطقة الشرق الأوسط محطة دولية مهمة في قطاع الطيران، وقد سجلت أداء مميزًا في العام 2022 إذ وصل عدد المسافرين فيها إلى 316 مليون مسافر، مما يشكل تعافيًا بنسبة 78 % مقارنة بالعام 2019 الذي كان عدد المسافرين فيه 404 مليون، وهو الأعلى في جميع الأقاليم.

لقد كان للتعاون الكبير بين المطارات والهيئات الوطنية في الشرق الأوسط دور مؤثر في إدارة تبعات الجائحة والتخفيف التدريجي والمدروس للقيود على السفر. ونتيجة لذلك، فقد شهدت صناعة الطيران تعافيًا ملحوظًا في حركة الطيران، ومن المتوقع أن تعود لمعدلات 2019 مع نهاية العام الجاري”.