+A
A-

الأمير الراحل عيسى بن سلمان... مؤسس البحرين الحديثة

- ولد في الجسرة وتولى الحكم في نوفمبر 1961

- ازدهرت التجارة والعمران في عهده

- امتازت سياسته بالتوازن في جميع الأمور

في الذكرى السنوية لرحيل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، يستذكر المواطنون عمله، وتفانيه، في بناء وطنه، وسعادة شعبه، واهتمامه بهم، فأخلصوا له حين أخلص لهم، وأحبوه لقربه من أنفسهم، فكان صانعاً للتاريخ، ومؤسساً لدعائم صرح البحرين الحديثة، لفترة امتدت لأربعة عقود مضيئة وزاهية.


ولد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، في قرية الجسرة في الثالث من يونيو العام 1933، وبدأ تعليمه بمدارس البحرين، ثم سافر بعدها الى أوروبا لنهل المزيد منه، وأصبح ولياً للعهد في الخامس من يوليو 1957، ثم تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده رحمه الله في الثاني من نوفمبر 1961.


المبايعة
ولقد أقيم لسموه طيب الله ثراه، حفل بهيج للتنصيب والمبايعة في قصر الشيخ حمد بالقضيبية، وكان في مقدمة المهنئين المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، والمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان طيب الله ثراه، وكبار العائلة المالكة الكريمة، ورجالات الدولة، والأعيان، وتجمعت حشود المواطنين في باحة القصر لسماع الخطاب السامي الذي وجهه عظمة الحاكم الى أبنائه المواطنين.


وتفضل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بإلقاء الكلمة السامية بهذه المناسبة الى شعبه الوفي، وشاركت في الاحتفالات الفرقة الموسيقية للشرطة، وفرقة الخيالة، بالإضافة الى الدراجات النارية، والسيارات التابعة للأمن العام، كما قامت إحدى الطوافات من علو منخفض بإلقاء الهدايا التذكارية، ممثلة في علم البحرين، وصورة الحاكم، بموقع الاحتفالات، وأماكن مختلفة من البحرين.


الأمن والإدارة
وفي عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه رحمه الله، انتشر ظلال الأمن، وتطورت الإدارة، وازدهرت التجارة، وعمرت البلاد، وامتدت يد الإصلاح لجميع مرافق الحياة.


ولقد قضى سموه أكثر من ثلاثين عاماً من العمل الدؤوب، ولسان حاله يقول هذه هي البحرين المتطورة، أضافت إلى تراثها الحضاري تراثاً لا زالت آثاره بارزة للعيان في كل مرافق الحياة في البلاد.


وهنا يعترف الجميع بأن سموه حقق لبلاده ما يصبو إليه كل مواطن، فكان الأمير الحكيم يتبع مبدأ “الحكمة أساس الحكم”، وهو الرجل المحنك، والسياسي الذي اتصف بالكرم، والسماحة، والتواضع، وسيرة الملوك. ورث عن آبائه، وأجداده تلك الصفات الكريمة، ومن عوامل ثقافته، وسفراته، واطلاعه على ما في البلدان الأخرى من مظاهر الحضارة، فقد قام سموه بجولات وزيارات لعدد من الأقطار العربية، والأجنبية، كما عينه والده في مجلس الوصاية على العرش أثناء غيابه، لزيارة بريطانيا لحضور احتفالات تتويج الملكة اليزابيث الثانية.


ولقد نشأ سموه نشأة عربية إسلامية، فهو يتحلى بتواضعه، وبساطته، وهو الذي ورث عن أبيه الهدوء، والاتزان، وحصافة الرأي، وامتاز بالرقة والتسامح، واللطف، والطلعة الباسمة، فأصبح شخصية محبوبة من جميع الأوساط الشعبية.


التوازن والتنمية
وكانت سياسة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه تمتاز بالتوازن في جميع الأمور، وكان يهتم بالإنفاق على المشروعات التنموية للبلاد بسخاء، وكذلك على المحتاجين من أبناء بلاده، ولا يرضى الدخول في المضاربات الاقتصادية لكسب المال، وكان يهتم في استتباب الأمن، وحفظ النظام، لما له من تأثير على النشاط الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.


وفي عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه امتازت البحرين بالتسامح لدى الأجانب، والأقليات، مما أدى الى أن الجميع يقبل عليها للسياحة، أو العمل، برغبة ذاتية أكيدة، حيث يجدون أهل البحرين عامة، شعباً مضيافاً، تتمثل فيهم السماحة، والترحاب، والمساعدة، كما يجدون تلك الصفات متمثلة في حاكمهم رحمه الله، ومن اهتمامات سموه وهواياته منذ شبابه، كانت في مجال الفروسية.


وفي عهد سموه طيب الله ثراه، نالت البحرين الاستقلال في 14 أغسطس 1971، واهتمت حكومته في مجال التعليم العالي، وافتتحت جامعة البحرين العام 1984، والعديد من المستشفيات، كالمستشفى العسكري، وكذلك مطار البحرين الدولي، وميناء سلمان، ووضع حجر الأساس لمدينة عيسى السكنية.


مراسيم
كما اصدر صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه مرسوماً بتأسيس قوة دفاع البحرين والتي تحولت لاحقا لوزارة الدفاع، وافتتح متحف البحرين، واصدر مرسوماً بتأسيس مجلس الدولة، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيسا له.

وافتتح المبنى الجديد (حينها) لمطار البحرين الدولي، وصدرت الصحف البحرينية ومنها أخبار الخليج، كما افتتح الحوض الجاف، وتأسس مركز الوثائق التاريخية الذي يحكي تاريخ البحرين الموثق. وكان يشارك إخوانه قادة دول مجلس التعاون في مؤتمرات القمة كل عام، وافتتح سموه مجمع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ومجمع وزارة الإعلام، ووضع الحجر الأساس معلناً بدء العمل في مشروع جسر الملك فهد، وكذلك حجر الأساس لمدينة حمد، ومركز أحمد الفاتح الإسلامي. ولقد وافته المنية رحمه الله في الثامن من ذي القعدة العام 1419 هجرية، الموافق للسادس من شهر مارس عام 1999 ميلاديه، وقد خلفه في الحكم ابنه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه.