يُنشئ صفحة في مواقع التواصل، وينشر الإعلانات في كل مكان، وبصور جميلة، ويفبرك تعليقات من حسابات وهمية أخرى هو أيضا من أنشأها.. شبكات يحيكها لصيد ضحاياه المنخدعين بالأسعار المغرية، والمنتجات البراقة، يطلب منك زيارة بيتك لأخذ القياسات وتثبيت الطلبية، سواء كانت الطلبية أثاثا أو أعمال ديكور داخلية أو خارجية، أو ما شابه ذلك، وما إن يأخذ مبلغ المقدَّم حتى يستعد للانسحاب التكتيكي عبر التأجيلات المتتالية، واختلاق مختلف الأعذار؛ ليكسب الوقت ويتسنى له صيد المزيد من الزبائن المنخدعين به وبما يقدمه من منتجات، ثم يسارع بتغيير رقمه واسم حسابه في مواقع التواصل، ليستمر في نصبه واحتياله على الناس.

المشكلة تكمن في أنَّ هذه الشبكات سريعةُ التحور والتغير على نحو يصعب معه اكتشافها من قبل الضحايا؛ فالقائمون عليها يمسحون تعليقات الزبائن من ضحاياهم ويحجبونها حتى لا ينكشف أمرهم للزبائن الجدد، هذا وغيره الكثير من الأساليب والابتكارات التي يولدها النصابون، فعلى سبيل المثال: نشر أحد أشهر تجار بيع السيارات الفخمة المستعملة قبل أيام تحذيرات من حيلة نصب تُستخدَم لاستدراج الناس الذين يرغبون في شراء سيارات مستعملة، حيث يطرح النصابون السيارة للبيع بسعر مغرٍ عبر إعلانات مدفوعة في حسابات موثوقة ومشهورة، وبأسعار أقل من أسعار السوق، وما إنْ تتواصل الضحية مع النصاب من خلال أرقام الاتصال، حتى يفيدك أن لديه زبائن يرغبون بشراء السيارة الآن، وأنك إذا رغبت في حجزها، توجب عليك أن تدفع عربونا عبر تحويل المبلغ فورا لتتسنى لك معاينة السيارة بعد ذلك، وفور حصول النصاب على المبلغ، يقوم بحجبك! لتدخل بعدها في متاهات الوصول إلى هذا النصاب، مؤكدا ضرورة التعامل مع الجهات الموثوقة فقط، وبشكل سليم، محذرا من القيام بأية حوالة مالية قبل أن تعاين السيارة وتتخذ كل الإجراءات اللازمة.

في بداية شهر فبراير الجاري، نجحت شرطة العاصمة في القبض على شخصين قاما بالنصب والاحتيال والاستيلاء على ٢٣ ألف دينار من مواطنين ومقيمين، عن طريق ادعائهم تصنيع الأثاث، وبعد أخذهم العربون يتجاهلون العملاء ويهربون منهم، وتبين أنهم أصلًا لا يملكون سجلًا تجاريًا! لذا نحتاج لإيقاع أشد العقوبات الزاجرة ضد هؤلاء، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، إضافة إلى ضرورة نشر الوعي بمثل عمليات الاحتيال هذه، وأن نكون متخذين أعلى مستويات الحيطة والحذر عند التعامل مع إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي.

* كاتب بحريني