العدد 5241
الأحد 19 فبراير 2023
banner
الجامعات والميثاق والفرص الذهبية
الأحد 19 فبراير 2023

عندما أصبح لدينا جامعات خاصة، حمدنا الله وشكرنا فضله على هذه النعمة التي هبطت علينا من السماء، وشكرنا القائد والحكومة والمشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الذي سمح بتأسيس هذه الجامعات؛ باعتبارها منارات إشعاع حضاري وعلمي.
وها نحن في هذه الأيام ومنذ الرابع عشر من شهر فبراير الجاري، بل وخلال هذا الشهر السعيد نحتفي بذكرى مرور 22 سنة على التصويت على ميثاق العمل الوطني، وعلى تأسيس أول جامعة خاصة تزامنًا مع الحدث الكبير، وهي الجامعة الأهلية.
وفي خضم احتفالات المملكة بهذه الأيام المباركة تذكرت من بين ما تذكرت تلك اللحظات الوطنية، وكيف أنها جمعت مختلف القوى الوطنية والقواعد الشعبية تحت هدف واحد، ثم كيف أدى ذلك التكاتف إلى إخراج مشروع إصلاحي كبير بحجم طموحات هذه الأمة.
مرت السنوات، وتم افتتاح أكثر من 15 جامعة خاصة إلى جانب الجامعات الحكومية الموجودة، ومما لاشك فيه أن هذا العدد من الجامعات يعتبر حسب المطروح من مقاعد للدراسة في هذه الجامعات أكبر من الطلب على تلك المقاعد، ومازالت المنافسة غير المتكافئة مع الجامعات الحكومية في توفير الفرص وتهيئة المناخات المطلوبة لتحقيق العدالة بين الجميع على المحك، بل والوفاء بمتطلبات وحاجات تلك الجامعات التي تمت تهيئتها من خلال مستثمرين مؤمنين بالفكرة، وحريصين على دعمها، بل إنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل الارتقاء بها وبمخرجاتها ومناهجها وبرامجها التعليمية.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا في الجامعة الأهلية مثلاً تمكنا مؤخرًا من الحصول على الاعتراف من السلطات التعليمية السعودية بالاعتمادية الأكاديمية التي تحصلنا عليها من السلطات التعليمية في مملكتنا الحبيبة البحرين.
ومما لاشك، فإن هذه الخطوة لابد وأن تتبعها خطوات، أهمها وأكثرها إلحاحًا محاولة تعميم نفس الخطوة السعودية على الدول الشقيقة الأخرى كدولة الكويت مثلاً، خاصة أن جميع الإحصاءات والأرقام الرسمية تكشف عن ذلك الفائض الطلابي المتوفر لدى هاتين الدولتين الشقيقتين مما يفتح المجال لاستقبال الجامعات الخاصة في مملكة البحرين الأعداد الفائضة، وتقديم أرقى مستويات التعليم الأكاديمي والتعلم البحثي والمعرفي وربط ذلك كله بأسواق العمل في المنطقة واحتياجاتها المتصاعدة.
إننا في مملكة البحرين نسعى دائمًا لكي نكون عند حسن ظن أشقائنا بنا، هم يتوقعون منا الكثير ونحن نلبي في التو واللحظة ونصل في جميع المواعيد المحددة وللأهداف المطلوبة.
جامعاتنا الخاصة تمكنت خلال الفترة الوجيزة الماضية من أن تكون عند حسن ظن الجميع سواء من خلال اعتلائها أعلى وأرقى منصات جودة التعليم والتدريب أم عن طريق التزكيات والتقديرات والتصنيفات العالمية التي حصلت عليها عدة جامعات وعلى رأسها جامعاتنا الأهلية من مؤسسات تصنيف عالمية معتبرة كالتايمز البريطانية وكيو إس العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17.
هذه الإنجازات، وتلك التقديرات، تؤكد إلى أي مدى كانت المنظومة حريصة على أن تلبي متطلبات المجتمع الدولي وما ينتج عنها من برامج ضرورية ومناهج مناسبة حتى نستطيع أن نصل بطموحات الطالب وولي الأمر إلى ما يصبو إليه ويرجوه.
الجامعة الأهلية، وأنا مسئول تمامًا عما أقول، تمكنت من اعتلاء أعلى المنصات التصنيفية والتقييمية المعتبرة، بل إنها استحدثت مناهج ومقررات كفيلة بأن تحقق أحلام وآمال الطالب البحريني والخليجي والطلبة الأجانب، هو ما يفسر ذلك الإقبال الدولي على جامعتنا، وتلك الحالة من الانصهار في برامجها ومناهجها والتي تحاكي أرقى صنوف المعرفة، وأدق تقنيات الحداثة في العصر الحديث وأكثر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية