العدد 5234
الأحد 12 فبراير 2023
banner
تكافؤ الفرص ... عبر الحدود
الأحد 12 فبراير 2023

أحمد الله وأشكر فضله أن مؤتمر تكافؤ الفرص في نسخته السادسة والذي تنظمه الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة برونيل البريطانية قد أصبح عابرًا للحدود، لم يعد مقتصرًا على المحيط المحلي، وقضاياه لم تعد منعزلة أو منكفئة على شأنها القطري، هذه المرة شاركتنا في التنظيم والرعاية جامعة الأعمال والتكنولوجيا بمدينة جدة بالشقيقة الكبرى السعودية، ومن محاسن الصدف أن رئيس مجلس أمنائها ومؤسسها الأخ العزيز والاقتصادي المعروف الدكتور عبدالله صادق دحلان هو الذي ألقى كلمته في حفل الافتتاح المهيب الذي شاركتنا فيه النخب والجهات المسئولة عن المنظومة الأكاديمية في مملكة البحرين.
لقد كان المؤتمر هذه السنة ثلاثي الأبعاد من حيث الرعاية والتنظيم، من حيث المناقشات والقضايا المطروحة، ومن حيث التجارب المعروضة والتي تجاوزت حدود مملكة البحرين إلى الشقيقة الكبرى السعودية، لعلها صدفة، ولعلها خير من ألف ميعاد، أن يعرض الأخ العزيز د. دحلان تجربة تكافؤ الفرص التي حظيت بها المرأة السعودية في عصر الانفتاح الكبير الذي قاد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، بأن يكون ذلك متزامنًا مع اعتراف السلطات التعليمية السعودية بالجامعات البحرينية المعتمدة أكاديميًا والسماح للطلبة السعوديين والمقيمين في المملكة الكبرى بالدراسة في هذه الجامعات.
إنه تزامنًا محمودًا وترافقًا كان له أكبر الأثر في أوراق العمل التي طرحها لفيف من الباحثين في المملكتين البحرين والسعودية، بل وفي عدة جهات من خارج المنطقة أهمها جامعة برونيل البريطانية الرائدة، ومراكز البحث العلمي في الجامعات الراعية الثلاث، إنها أيام ثلاثة لا تُنسى، ومداولات لها صفة التجلي والاستشراف للمستقبل من حيث قدرة قطبَي الرحى الرجل والمرأة في الإقليم على المشاركة بكفاءة وتأثير وتألق في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها الـ 17، والوصول باقتصادات هذه المنطقة إلى النمو المرتقب والخدمات الممتازة والبيئة الصالحة قبل عام 2030، وهو العام الذي حددته الأمم المتحدة كسنة أساس يمكن القياس عليها والانطلاق منها إلى آفاق بعيدة المدى على طريق معدلات نمو اقتصادية تتجاوز المفاجآت والأزمات، ونحو بيئة صالحة نظيفة للإنسان وغير الإنسان، بالإضافة إلى رعاية صحية قادرة على حماية مخلوقات هذا الكون من الاختلالات الهيكلية في مكوناته الطبيعية، وأحيائه البرية والبحرية والجوية، والوصول بجميع الكائنات التي تعيش على هذا الكوكب “المضطرب” إلى حالة مثالية من الاستقرار والنماء والازدهار والديمومة.
ومما لاشك فيه أن تزامن مؤتمر تكافؤ الفرص الذي تحرص الجامعة الأهلية على تنظيمه في موعده، وهو الثاني من شهر فبراير من كل عام لهو تأكيد جديد على تأصيل توجه الجامعة نحو تحقيق أهدافها في تعليم وبحث علمي وخدمة مجتمع، بما يفي تمامًا بحقوق كل ضلع في هذا المثلث متساوي الأبعاد، خاصةً أن المدى الذي ذهب إليه مؤتمر هذا العام باتجاهه نحو الشقيقة الكبرى السعودية وحرصه على أن يكون مثلث الرعاية متضمنًا لجامعة لها من الإنجازات الكثير هي جامعة الأعمال والتكنولوجيا السعودية ما يؤصل توجه الجامعة الأهلية نحو الأشقاء في المنطقة وحرصها على أن يكون التبادل المعرفي والطلابي والبحثي بين المملكتين الشقيقتين على أعلى مستوى وفي الاتجاه الصحيح.
لقد مرت الأيام الثلاثة لمؤتمر تكافؤ الفرص مرور السحاب وسط مداولات وأطروحات مست أعماق القضايا المرتبطة بالنماء المستدام ومدى قدرة المرأة في البحرين والمملكة العربية السعودية على تحقيق الإنجاز الكبير في الاستدامة والازدهار والاستقرار التنموي ليس بقدوم عام 2030 فحسب إنما على الطريق المفضي إلى التاريخ المستهدف بل وبعده، حيث لا تقف عجلة التطور عند حد، ولا تتعثر ماكينتها الخلاقة عند محطات، ولا تنتهي فكرة التقدم عند سقف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية