لنعتبر أنفسنا بعض الشيء من أصحاب نظرية المؤامرة، فنقول إن تركيا من أكبر الاقتصادات الناشئة وهي تتعرض لحرب مالية واقتصادية منذ سنوات طويلة، وهذا منذ بداية انهيار الليرة التركية في أغسطس 2018، وهناك رهان على إسقاط اقتصاد هذا البلد المسلم وإخراجه من ساحة الكبار بأي ثمن، وهناك مشاريع مثل هارب الأميركي السري، الذي يمكن للولايات المتحدة أن تستخدمه لافتعال الفيضانات والزلازل والتسونامي والظواهر الطبيعية المتطرفة.
والكثير من الدول الغربية أغلقت قنصلياتها وحذرت مواطنيها في تركيا بحجة عمليات إرهابية قد تحدث فيها، بل هناك من حدد موقع الزلزال وقوته قبل ثلاثة أيام من ذلك وهو العالم الهولندي، والمعلوم أنه لا يمكن توقع موعد أي زلزال بهذه الدرجة الدقيقة، وإذا جمعنا كل هذه الأسباب والمعطيات وغيرها كالتي رصدتها كاميرات المراقبة التي أظهرت أضواء مثل البرق لحظة وقوع الزلزال، ألا يحق لنا أن نقول إن هذا الزلزال مفتعل؟
وبعيداً عن نظرية المؤامرة، كان الشيخ عفيف الدين يوسف بن البقال صالحا ورعا زاهدا حكى عن نفسه قال: كنت بمصر فبلغني ما وقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار، فأنكرت في قلبي وقلت: يا رب كيف هذا وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له؟ فرأيت في المنام رجلا وفي يده كتاب فأخذته فقرأته فإذا فيه هذه الأبيات فيها الإنكار علي :دع الاعتراض فما الأمر لك.. ولا الحكم في حركات الفلك، ولا تسأل الله عن فعله.. فمن خاض لجة بحر هلك، إليه تصير أمور العباد.. دع الاعتراض فما أجهلك.
اللهم احفظ بلاد الإسلام والمسلمين من هذه الزلازل والوباء، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن شمائلنا، اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارفع عن المسلمين غضبك وارحمهم برحتمك يا رحيم السموات والأرض.. اللهم نسألك أن تكون لسوريا وتركيا عونا ونصيرا، اللهم هون عليهم مصابهم ولا تعذبهم وخفف عنهم البلاء يا أرحم الراحمين.

*كاتبة بحرينية