يجتهد الأفراد في البحث عن مصادر الرزق وتطويع الوسائل المختلفة من أجل صناعة حياة ذات جودة، ويعتبر الرزق إحدى النعم التي يستأنس بها الفرد والتي تساعد على استشعاره أهمية الأشياء من حوله، لذلك فإن مصادر الرزق متنوعة فالصحة والعافية من أعظم الأرزاق التي يتمناها كل شخص، كما أن هناك أرزاقا أخرى تأتي بوجوه مختلفة، منها العلم والأسرة الصالحة والأبناء الأسوياء وطمأنينة النفس ومحبة الناس.
نعم محبة الناس تعد من أنواع الرزق التي قد تطال بعضا من البشر، وهي نعمة كبيرة ترتبط بمدى القبول الذي قد يحظى به الشخص من قبل المحيطين، ذلك الشخص الذي يخترق القلب ويسكنه ويكون له نصيب من المحبة، إننا نقابل أشخاصا كثيرين في حياتنا العامة، وقد نشعر بالقرب منهم والألفة دون مقدمات ودون أسباب تذكر، وسرعان ما نستشعر حبنا لهم وقبولهم وتقبلهم ومنحهم مساحة خاصة داخل نفوسنا، كما أن العكس صحيح، فقد نلتقي بأشخاص لا نستشعر معهم المحبة على الرغم من أن أحدهم يسعى لكسب الناس بشتى الطرق ولكن لا يحظى بالقبول.
إن محبة الناس من الأرزاق اللطيفة التي تجمل الحياة وتبعث التفاؤل داخل النفوس، وتترك أثرا إيجابيا في العلاقات وتعزز أواصر المحبة والتواصل بين الناس، فكما ورد في صفحات الحكم والفلسفة أن “محبة الناس رزق عظيم من الله وكنز ليس له أي ثمن حتى لو أنفق المرء عليه كنوز الدنيا”، يقول تعالى (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم).
إن حدود الأرزاق ليست ضيقة، ولا يشترط أن تختزل في الماديات، بل أحياناً هناك رزق آخر يتمثل في محبة الناس يستحق التأمل.
* كاتبة واختصاصية نفسية بحرينية