+A
A-

 ليلى كحيل: ”عملنا اليوم ضرورة حتمية“!

شهدنا في الآونة الأخيرة لجوء الكثير لأخصائي العلاقات ومدرب التطوير النفس والشخصيات، وتؤكد ليلى كحيل مدربة التطوير الشخصي والعلاقات، تقول ان السعادة هي عبارة عن اكتشاف الشخص لنفسه، فإذا اكتشف نفسه من الداخل وفهم نقاط ضعفه وقوته وشغفه في الحياة، وصدماته وعمل على علاجها وفهم طريقة سير الحياة بشكل كامل، والقوانين التي وضعها الله ليسير فيها الكون وبأنه عادل جدًا، ولا يوجد به ظلم ولو بمقدار ذرة، وبأن لا شيء يحدث سهوًا أو ظلمًا أو بغير عدالة. عندما يعي الإنسان بكل ما سبق عن نفسه وعن الله والكون بأكمله هنا يصل إلى السعادة الحقيقية.


وللحديث أكثر عن أهم الجوانب حول الإنسان وعلاقاته وأهمية وجود مدرب الحياة كان لنا معها هذا اللقاء:

*برأيك هل أصبحت المشاكل النفسية هي موضة هذا الزمن؟
أنا أرى أن الوعي بدأ ينتشر بشكل كبير، خصوصًا بتسليط الضوء على صدمات الطفولة والطفل الداخلي المجروح، وعلى جزء كبير من تطوير الإنسان لنفسه. لذلك انقسم الناس لثلاث حالات، الأولى: هي التي بدأت بتطبيق هذه المعلومات على حياتها من خلال أخذ الدورات عند المختصين بالإضافة إلى قراءة الكتب، الثانية: وهي النائمة والتي تعتبر تطوير الذات والوعي وعلم النفس هو عبارة عن جنون وأن أي شخص يذهب لمختص فهو مجنون وهذا النوع لا يعي لحقيقته إلا من خلال الصدمات، الثالثة: وهي الضحية الذين يتلبسون الألم ويتلبسون الصدمات ووعي المشاكل ويناسبهم أن يضعوا أنفسهم مكان المشكلة فهم يتغذون على استعطاف و ألم الأخرين ومشاعرهم.

*كيف تساهم الطفولة في رسم ملامح شخصية الإنسان في المستقبل؟
لنفترض أن لديكِ ورقة بيضاء وكتبت بقلم حبر عليها وهذا القلم تركته، هل هذه الكتابة تمسح؟ بالطبع لا! ولا يذهب أثر القلم إلا من خلال حرق الورقة. كذلك هي حياة الإنسان. كل شعور أو كل صورة رآها الطفل أو معتقد أو أي برمجة عاشها الطفل بشكل متكرر، سواء كانت جيدة أو مؤلمة تخزنت داخل عقله اللاواعي يراها في واقعه ومستقبله، مثل برمجة الكومبيوتر عندما تضع فيه لغة أي برمجة وتبرمجه أنت تراها على شكل مخرجات، كذلك حياة الإنسان كل برمجة يتبرمجها يتأثر بها سواء انتبه أم لا في المقابل يبدأ يسقطها على حياته وعلاقاته وعمله وعلى المال وكل ما هو من حوله. فالطفولة ومشاعر الطفولة وأفكار الطفولة وكل ما مر به في الطفولة كلها سوف تسقط على الحاضر أو المستقبل إن لم تعالج.

* مدرب الحياة حاجة أم ضرورة؟
مدرب الحياة هو ضرورة حين يكون الإنسان في مرحلة اتخاذ قرار أو في مرحلة شتات، مدرب الحياة مهم حين لا تعلم أين تتجه وكيف تكتشف نفسك، وكيف تختار طريق صحيح، فكما أنت تريد الاختصاص لتحصل على الشهادة الجامعية فأنت بحاجة لمختص في الحياة. ولكن الأصح أن تختار مدرب حقيقي يدلك على درب الصواب.

*التطوير الشخصي اليوم أصبح مهنة من لا مهنة له.. ما رأيك؟
أتفق في أن في هذا المجال مجموعة كبيرة جدًا من المدربين الذي يكون غرضهم المادة فقط، ويكون ذلك واضحا. فالمدرب الذي يعمل من أجل تنفيذ رسالة روحية يقدم فيها عطاء؛ لأنها رسالته في الحياة تجد صفحته في الإنستغرام مليئة بالعلم النافع والمختص أو تجده دائم السعي للعمل بما ينفع به ذاته والأخرين ليصل إلى مرحلة أفضل لينفع بشكل أفضل.

*نرى اليوم أسعارًا خيالية للاستشارات والدورات ما هو تفسيرك لهذا الأمر؟

أنا أرى أن الشخص يضع السعر بناءً على القيمة أولًا، وأرى أيضًا أن من كانت هذه رسالته الروحية من الله ولديه المقدرة أن يوصل هذه الرسالة أن يراعي أحوال الأخرين، فإن كانت الغاية هي مساعدة الأخرين فالأفضل أن يضع أسعارا تتناسب مع فئات عديدة، وأنا ضد أن يقدم المدرب استشارات مجانية لأنه يقدم من وقته و جهده وغير أنه تعلم علم كبير ودفع عليه مال وفير حتى يصل إلى هذه المرحلة. أنا أتفق أن هناك مدربين جددا على الساحة أسعارهم معقولة، وهذه رسالة أن نقدم أسعار تكون مناسبة لظروف الآخرين.

*ماهي مشكلة الإنسان في هذا العصر؟
هي عدم فهمه لنفسه مع الأسف، والمشكلة الثانية هي تناقل معتقدات أهله الغير صحيحة في الزواج وتكرارها على زواجه؛ لذلك تتكرر سلسلة العلاقات والزواجات الفاشلة وينتجون أولادا ويبرمجونهم برمجة مؤذية وفاشلة، وهكذا تنتقل السلسلة وكل جيل يضر الأخر، والمشكلة الثالثة هي عدم الاعتراف ومعالجة صدمات الماضي فتؤثر على جميع حياته، وهو لا يعي بهذه المشكلة، لذلك أنا أرى أن هذه المشاكل هي الموجودة بكثرة وطبعًا المشكلة الاساسية الموجودة التي لا يمكن أن ننساها هي مشكلة المال، فالإنسان لديه معتقدات سلبية عنه فهو لا يعلم كيف يقوم بتصليحها، سواء من خلال الكتب أو الدورات ولا يعترف بوجودها أصلا.

*ما هو سر العلاقات الصحية؟
السر هو أن يكون الإنسان صحيا مع ذاته ولنفسه، وصحيا كشريك قبل أن يتزوج شريك أخر، أصبح الزواج أداة لإرضاء العوائل أو لإكمال نقص أو لإنجاب أطفال فقط. وكلها غايات لا بآس فيها، ولكن الغاية الاساسية والحقيقة أن يكون الشريكان على وعي تام بعظمة وأهمية الزواج، وبأن لابد أن كل شخص منهم يكون صحيا بذاته، بأفكاره، بمعتقداته ومشاعره قبل أن يخطو خطوة الارتباط. ولكن لا يمكن أن نكون صحيين 100 % ولكن أقلها هو أن يخطو خطوة بسيطة اتجاه نفسه.

*من المسؤول عن إنجاح العلاقات، الرجل أم المرأة؟
الطرفان مسؤولان عن انجاح العلاقة، الرجل الله سبحانه وتعالى خلقه بصفات وعقلية محددة وكذلك المرأة أيضًا، ولكن مع الأسف اختلاف عقلية الرجل عن المرأة تجعل كل شريك يعتقد بأن الآخر يفكر ويشعر مثله، ومن هنا تبدأ المشاكل، لذلك فإن المسؤول عن إنجاح هذه العلاقة هما الشريكان  كلاهما.