+A
A-

دراسة علمية تؤكد: الاصلاحات السياسية التي قادها جلالة  الملك سمحت بتهيئة الواقع السياسي للترشح في الانتخابات

التجرية الديمقراطية أتاحت للنخب والجماهير الانخراط فى العمل السياسي والمشاركة قى صنع القرار 

انستجرام و واتس اب اكثر وسائل التواصل التي استخدمها المرشحون قى الدعاية السياسية 

توصلت الدراسة التي اجراها د. جمال عبد العظيم استاذ الاعلام وعلوم الاتصال بجامعة البحرين ود.ايناس محمد مسعد استاذ الاعلام الرقمي المساعد . على  150 مرشحا سياسيا  في الانتخابات البرلمانية والبلدية لمعرفة استخداماتهم لوسائل التواصل الاجتماعي فى الدعاية السياسية الي ان  الاصلاحات السياسية في البحرين التي قادها جلالة  الملك حمد بن عيسي ملك  البلاد المعظم, قد  سمحت بعد عام  2001,  بتهيئة الواقع السياسي الملائم الذى أتاح  الترشح بسهولة  في الانتخابات وفتحت الطريق امام النخب السياسية  والراي العام البحريني للانخراط فى العمل السياسي والمشاركة قى صنع القرار لتقدم تجربة ديمقراطية مميزة فى المنطقة  , الدراسة نشرت مؤخرا فى المجلة العربية للاعلام والاتصال بجامعة الملك سعود ووصفها المحكمون بانها دراسة فريدة وغير مسبوقة فى منطقة الخليج.
فقد شهدت السنوات العشرين الماضية  تطورا سريعا في خدمات الشبكات الاجتماعية , خاصة مع  تطور الويب 2.0  , اذ اضحت  جزءًا مهمًا من الأعمال اليومية وتسهم في فى العمل الديمقراطي  من خلال توفير الفرص لتبادل الآراء السياسية ، والتطرق إلى مشاكل المجتمع ولذا كان اهتمام المرشحين بها و استخدامها في التسويق السياسي لأفكارهم, اذ ادرك االمرشحون السياسيون على المستوي العالمي  دور وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية منذ انتخابات الرئيس اوباما فى 2008  .ولذلك كان طبيعيا اتجاه المرشحين السياسيين في مملكة البحرين لمواقع التواصل الاجتماعي   كأحد أدواتهم الأساسية في الدعاية الانتخابية البلدية  والبرلمانية.
وتوصلت نتاائج الدراسة الي ان أغلب المرشحين قد فضلوا  وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للدعاية عن انفسهم في فترة الحملة الانتخابية حيث حازت على ثقة 58% منهم لأداء هذه المهمة , مقابل 7.3% رأوا عدم إمكانية قيامها بهذا الدور وان وسائل الإعلام التقليدية هي الأقدر على القيام بهذا الدور , في حين كان لدي 34.7% من المرشحين تصورا عن أهمية أن تتكامل أدوار كل من وسائل الإعلام التقليدية الاجتماعية لتحقيق هذا الهدف.     
وكان  كل من (انستجرام) و(واتس اب) قد حازتا على المركزين الأول والثاني من حيث التفضيل ( انستجرام 94% ) و(واتس اب 74%)  وحاز كل من تويتر 24.7% وفيسبوك 12.7 ويوتيوب 6.7% 
وفضل المرشحون بدرجات عالية جدا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطتهم السياسية والاتصالية ذات العلاقة بالعملية الانتخابية. كان ابرز جانب من جوانب العملية السياسية هو تم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية للمرشح حيث فضل 91 % من المرشحين استخدام هذه الوسائل في الدعاية لأنفسهم, ثم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في طرح القضايا والمواقف والآراء  التي يتبنونها  في برامجهم الانتخابية سواء قضايا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ثم استخدامها فى  
وكان "الناخبون الداعمون للمرشحين  هم ابرز الفئات التي يستهدفها المرشحون في دعايتهم باستخدام  وسائل التواصل الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي (78.7%) , تلاها مباشرة وبفارق ضئيل الشباب(77.3%), تلاهم الناخبون الذين لم يحددوا اختياراتهم السياسية ( 68.7%)  ثم المرأة (67.3%) وهذا يشير إلى ارتفاع معدلات الوعي لدى النخب السياسية بأهمية دور الشباب والمرأة  في التأثير علي العملية السياسية في البحرين , وهذا ما تدعمه الإحصاءات الرسمية والتي أوضحت أن اكثر من  50% من الذين شاركوا في التصويت هم كانوا  من الشباب 
وكانت اكثر وسائل التواصل الاجتماعي  التى تفاعل  المرشحون من خلالها مع الجمهور عبر استقبال الردود و التعليقات وتبادل الصور  وتلقي الاتصالات الصوتية  هي ”انستجرام” ( 94 % ) تلاه “واتس آب” ( 74 %)  ثم “تويتر” بفارق كبير عن الوسيلتين السابقتين ( 21.3 % ) , ثم  "فيسبوك" (10.7%) وأخيرا "يوتيوب" (2.7 %).  
وهذه النتائج هي استمرار للنتائج السابقة والتي تشير إلى استمرار تقدم “انستجرام” و “واتس آب” كوسائل تم الاستفادة منها في العملية الانتخابية .
كما كشفت نتائج الدراسة  أن كل المرشحين قد اعتمدوا على وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية, بل و كسب بعضهم الانتخابات نتيجة اعتماده فقط على الاتصال الشخصي ووسائل التواصل الاجتماعي دون الاعتماد على وسائل الاتصال التقليدية .حيث  كشفت الدراسة عن الاستخدام المكثف والمتنوع  لوسائل التواصل الاجتماعي فى دعايتهم الانتخابية  والتي  مكنتهم من التواصل السريع  مع الناخبين وتقديم انفسهم لهم وعرض برامجهم الانتخابية فى الوقت المناسب  والمحتوي  الذي ينتجونه هم بانفسهم .بالاضافة الى قلة تكلفتها المالية وتحريرهم من سيطرة الوسائل المؤسسية التي تحتاج منهم انفاق  الكثير من الاموال,وهو الامر الذي جعل بعض المرشحين يستعينونون بمدراء محترفين لدعايتهم الرقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها بديلا للحملة فى الوسائل التقليدية. و لذلك استنتجت الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي  كانت  بديلا  وظيفيا للوسائل التقليدية  لتعريف المرشحين باهتمامات الناخبين .ولذا اظهر التحليل الاحصائي وجود فروق  دالة في  قدرة  وسائل التواصل الاجتماعي على  تعريف المرشحين بقضايا الناخبين واهتماماتهم.
كما أظهرت النتائج أن ابرز المتغيرات المؤثرة فى استخدامات المرشحين لوسائل التواصل الاجتماعي كانت المتغيرات المجتمعية (طبيعة قضية الانتخابات باعتبارها ابرز قضايا المجتمع ومتغير الأوضاع السياسية والاجتماعية، هذا بجانب بروز تأثيرات للمتغيرات المرتبطة بالمرشحين انفسهم وهي ( الجندر والمكانة الاجتماعية والمستوي الاقتصادي والخبرة السابقة بالانتخابات وأخيرا دوافع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي). أما المتغيرات التي لم يثبت وجود تأثير لها على استخدامات المرشحين لوسائل التواصل الاجتماعي فكانت متغيرات الحالة الزواجية للمرشحين ومكان أقامتهم.