تحليل شامل لمشهد التحالفات وواقع الدوائر
المغادرون.. “حصان أسود” يقلب موازين جولة الإعادة
تنطلق يوم السبت الموافق 19 نوفمبر 2022 جولة الإعادة في 34 دائرة انتخابية برلمانية، بعد أن أسفرت الجولة الأولى عن حسم 6 دوائر من بين 40 دائرة انتخابية. ويتصدر جولة الإعادة مشهد التحالفات واستغلال مواقف الحياد للمرشحين المغادرين للعمل على استمالة أصواتهم، لاسيما أولئك المرشحون الحاصلون على أعلى نسبة من أصوات المغادرين والذي بإمكانهم أن يشكلوا فرصة ثمينة لتعزيز موقع الصدارة أو قلب الطاولة على نتائج الجولة الأولى.وفي وقت أعلن فيه عدد من المغادرين دعمهم لأحد المنافسين على جولة الإعادة، التزمت فيه الغالبية العظمى منهم بعدم الإعلان أو الوقوف على الحياد، مما يصعب مسار التكهن بهوية الفائز في السباق، ويضع المتصدر على صفيح ساخن.
محافظة العاصمة
ويخوض النائب السابق أحمد قراطة منافسة تبدو مريحة مع المرشح سلمان الحوطي بفارق 740 صوتاً، فالحوطي بحاجة لاستمالة أصوات أكثر 4 مرشحين ليتجاوز امتحان قراطة، رغم حصوله على دعم المرشحة المغادرة النائب سوسن كمال.
وأعلنت مرشحة دائرة السنابس زينب زين الدين دعمها من قبل 4 شخصيات بينها مرشحان وهما عبدالهادي البصري، وفاطمة المدوب، إلى جانب وصيف انتخابات 2018 مهدي شرار والمستبعد من الانتخابات الجارية النائب السابق علي شمطوط، إلا أن المرشح الأبرز النائب ممدوح الصالح والمتقدم بفارق 720 صوتاً أكد ثقته بالفوز، معولاً في ذلك على دعم ناخبيه ووقفة وجهاء وأعيان الدائرة معه.
ويقترب المرشح حسن بوخماس من تحقيق حلمه في العودة إلى المجلس النيابي بعد 4 محاولات غير موفقة، حيث يتقدم بفارق ضعف الأصوات عن النائب الحالي عمار البناي، وفي حال نجح بوخماس في استمالة أصوات المرشحة بارعة فرج أو المرشح عبدالله جمعة، فإن نجاة البناي ستكون معلقة على تحالف جميع المرشحين الآخرين معه.
ورغم التقدم الذي أحرزه النائب أحمد السلوم في خامسة العاصمة إلا أن الفرصة مازالت مواتية للمرشح المنافس محمد الجابري للظفر بمقعد الدائرة عبر لعبة التحالفات، حيث مازال هناك 969 صوتاً قابل للاستمالة من قبل أحد المرشحين.
وتبدو مهمة مرشح جمعية الرابطة الإسلامية محمود الفردان شاقة أمام المرشح محمد السهلاوي، إذ إنه رغم تقدمه في الجولة الأولى بفارق 456 صوتاً، إلا أن الدائرة ما زالت تختزن 2750 صوتاً، يحمل ثقلها الأكبر كل من المرشحين عادل بلال الأقرب إلى مرشح الرابطة، ونادية الملاح الأقرب إلى دعم السهلاوي، إلى جانب المرشحين محمود التوبلاني وكامل ميرزا.
ورغم إزاحة النائب السواد عن مشهد المنافسة في دائرة سترة، إلا أن ما حققه من نسبة أصوات بلغت 305 أصوات تمثل ثقلاً مهماً لمنافسات جولة الإعادة بين جليلة السيد التي تتصدر الدائرة وحسين إضرابوه.
وقد يقلب تحالف الغريم السابق لنائب دائرة المعامير عمار حسين، المرشح إبراهيم العصفور مع محسن العسبول الطاولة على النائب الحالي الذي يتقدم بفارق 14 صوتاً فقط، فيما عدا لو تحالف عمار مع المرشح أحمد عبدعلي، ليمنحه فرصة ضئيلة للعودة إلى قبة البرلمان.
وتتجدد المنافسة التقليدية بموازين مقلوبة بين النائب علي إسحاقي ومرشحة التقدمي إيمان شويطر، فبعد أن بنيت منافسات الجولة الثانية في انتخابات 2018 على تقدم إسحاقي وتحقيقه فوزاً متوقعاً، تمكنت إيمان هذه المرة من قلب المعادلة وتحقيق تقدم بواقع 396 صوتاً.
ومازال السبيل إلى حسم عاشرة العاصمة متعسراً على المرشحين في ظل وجود مرشحين حصدوا نسباً عالية من أصوات الدائرة كالمرشحة نجمة تقي التي حققت 856 صوتاً، والمرشح نواف الجشي الذي حصد 979 صوتاً، والتي يمكن أن يشكل استمالة أصوات ناخبيهم مفتاحاً مهماً للظفر بمعد الدائرة.
محافظة المحرق
وفي أولى المحرق تحتدم المنافسة الشرسة بين كل من المرشح المتقدم محمد الحسيني بفارق 860 صوتاً والمرشح عصام العلوي.
ورغم الفارق الكبير بين المرشحين، إلا أن حملة الدعاية المضادة للمرشح محمد الحسيني حول مواقف سابقة له، ونجاح العلوي في استمالة أصوات مرشحين أقويا قد يؤدي ذلك إلى قلب المعادلة لصالح المرشح عصام العلوي.
وتبدو مهمة النائب إبراهيم النفيعي صعبة مع فارق بسيط بينه وبين المرشح الوصيف حمد الدوي، فيما يشكل أي تحالف لأحدهما مع المرشح محمد الجودر فرصة رابحة للظفر بمقعد الدائرة.
وترتقب ثالثة المحرق استقبال ممثلها الجديد، حيث تحتدم المنافسة بين متصدر الدائرة محمد العليوي وعبدالكريم العمادي.
ومازال حسم مصير الدائرة متعسراً في ظل لعبة التحالفات، ففي حين يحوز المرشح أحمد بوحجي على الثقل الأكبر من أصوات بقية الناخبين، إلا أن أي تحالف مع بقية المرشحين يمكن أن يقلب معادلة الدائرة نحو اتجاه مغاير.
وتبدو مهمة المرشح علي جاسم شاقة للفوز بمقعد رابعة المحرق، مع وجود فارق بأكثر من ألف صوت عن متصدر الدائرة هشام العوضي، فيما يتطلب ظفره بالمقعد تحالفاً مع أقوياء الخارجين من السباق كل من ندى المنصوري وأمين عبدالقادر.
ورغم التقدم الكبير الذي حققه النائب خالد بوعنق بواقع 5150 صوتاً، إلا أن خامسة المحرق مازالت حبلى بالمفاجآت المتوقعة والتي يمكن لها أن تقلب موازينها لصالح المرشح أحمد بوهزاع الذي حصد 2940 صوتاً.
ويتسيد قائمة المغادرين في الدائرة النائب السابق عن الأصالة علي المقلة بواقع 1115 صوتاً، وتليه المرشحة هنادي الجودر بواقع 986 صوتاً، والذين يمثلان ثقل الميزان في جولة الإعادة، فيما يمكن لاستمالة أصوات بقية المغادرين أن تشكل دعماً مهماً للمرشح المنافس بواقع 3208 أصوات.
وتبدو حظوظ المرشح عثمان شريف الأبرز في أكبر الدوائر ترشحاً بسابعة المحرق، حيث يتقدم على منافسه عبدالله الظاعن بفارق 1392 صوتاً، ما يضع الأخير أمام خيارات صعبة في بناء تحالفات قوية مع أبرز المرشحين الخارجين من السباق والبالغ عددهم 16 مرشحاً.
المحافظة الشمالية
التقدم المهم الذي أحرزه مرشح المنبر التقدمي مهدي الشويخ، يقابله إصرار نائبة قرى شارع النخيل كلثم الحايكي على العودة للمجلس، في ظل تقارب أصوات المرشحين الخارجين من السباق، وتوتر العلاقات بين كل من الحايكي والمرشح ياسر نصيف الحائز على ثالث أعلى نسبة من الأصوات.
ويعود ابن قرية بني جمرة جلال كاظم للمنافسة بقوة ليتصدر جولة المنافسات الانتخابية الجارية، بعد مغادرته المبكرة السباق الانتخابي في 2018 إثر الطعن الذي قدمته المرشحة فاطمة القطري بحقه، فيما قد يشكل تحالف النائبة فاطمة القطري مع منافسه ابن الدراز علي الدرازي فرصة كبيرة للدرازي للإطاحة بأحلام العودة للنائب السابق جلال كاظم.
ويواجه النائب الحالي عن البديع صعوبة بالغة في الاحتفاظ بمقعده البرلماني بعد تجاوزه من قبل المرشح وليد الدوسري بفارق أكثر من ألف صوت.
وتمثل استمالة أصوات كل من المرشحين أماني النفيعي وعلي المعمري فرصة ثمينة للمرشحين بمنافسات جولة الإعادة.
وتبدو الأمور محسومة نسبياً في دائرة جبلة حبشي للمرشح حسين إبراهيم، إذ يتفوق على منافسه علي معيوف بفارق 1437 صوتاً، وهو ما يضع معيوف أمام مهمة صعبة لبناء مجموعة تحالفات لعبور المنافسة.
ويتوقع أن تشهد خامسة الشمالية أحد أشد المنافسات ضراوة بين النائب الحالي عن المنبر التقدمي فلاح هاشم والمرشحة الصاعدة مريم الصائغ التي حققت معدل أصوات مرتفعا في الجولة الأولى، فيما يشكل أي تحالف بين الصايغ وغريم هاشم السابق أحمد يوسف عقبة كبيرة في طريق عودة فلاح لتمثيل الدائرة.
وعاد منير سرور إلى وصافة الجولة الأولى من الانتخابات، ولكن هذه المرة مع منافس آخر، بعد أن نجح في إزاحة غريمه النائب أحمد الدمستاني.
ويتوقع أن تشهد سابعة الشمالية منافسات حامية في ظل وجود توفر فرص متعددة لبناء تحالفات قادرة على قلب المعادلة لصالح أحد المرشحين، ويتصدر عناوين هذه التحالفات كل من المرشحين علي السكران وعبدالحسين آل ضيف ولطيفة المير وحمدة النشمي.
ورغم ما حققه من تقدم كاسح بفارق 1925 صوتاً مازالت الفرصة سانحة أمام المرشح عبدالحكيم الشنو لقلب الطاولة على متصدر الجولة الأولى النائب الحالي لثامنة الشمالية عبدالله الذوادي، حيث تحتضن الدائرة مرشحين حصدا 2361 صوتاً وهما أحمد فرحان وخالد المناصير، مما يشكل بناء تحالف معهما فرصة كبيرة لإزاحة الشنو للذوادي عن مقعد الدائرة.
أما التفوق الذي حققه العماني في أصوات المركز الإشرافي لتاسعة الشمالية، فسرعان ما بدل قواعده النائب السابق محمد الأحمد بعد جمع أصوات المراكز العامة والخارج، مما وضع الدائرة على صفيح ساخن، يقابله أمل كبير بالفوز حال نجاح أحدهما في استمالة أصوات المرشح الخارج من المنافسة أحمد الحدي والذي حصد 1352 صوتاً.
ويعود المالكي لصدارة عاشرة الشمالية، ولكن مازال هذا الحسم غير مريح أمام منافسه القريب منه جميل ملا حسن، حيث يمكن لأي تحالف لأحدهم مع أحد المرشحين الأربعة الخارجين من السباق أن يقلب المعادلة لصالحه.
أما خروج النائب محمد بوحمود من السباق الانتخابي في الدائرة الحادية عشرة من المحافظة الشمالية بإجمالي 1096 صوتاً، جعله مطمعاً للمتنافسين على جولة الإعادة لكل من محمد سويد وباسمة مبارك، إلى جانب أصوات المرشح والنائب السابق محمد بوقيس الذي حصد 998 صوتاً.
وتبدو مهمة سويد أسهل بكثير في استمالة أصوات المرشحين الأقوياء المحسوبين على تيارات دينية محافظة، وتحقيقه تقدماً بفارق 698 صوتاً.
وشكل التحالف المعلن للمرشحة الخارجة من السباق الانتخابي مريم مدن مع النائب محمود البحراني داعماً قوياً لعودة البحراني إلى مقعده البرلماني، بعد تحقيقه تفوقاً محدوداً على منافسته المرشحة حنان فردان بفارق 132 صوتاً، حيث حصدت مدن 1234 صوتاً.
ومازالت المرشحة حنان فردان من دون تحالفات معلنة، في ظل حياد المرشحة نورة الدوسري الحاصلة على 1133 صوتاً، إلى جانب رؤى السيد الحاصلة على 761 صوتاً، واللتين يمكن أن تشكلان عاملاً لنجاح مهمة حنان في كسب جولة الإعادة.
المحافظة الجنوبية
وعلى صعيد المحافظة الجنوبية، يخوض النائب أحمد العامر منافسة شرسة مع عبدالله الرميحي على أولى الجنوبية، كما يمكن أن يضع التحالف المحتمل للمرشح المغادر عدنان المالكي مع الرميحي المرشح أحمد العامر في مأزق صعب للعودة إلى المجلس النيابي، وذلك بعد حصول المالكي على أحد أعلى نسب التصويت بواقع 981 صوتاً.
ورغم تفوق المرشحة عن ثانية الجنوبية مريم الظاعن في الجولة الأولى بفارق 489 صوتاً عن وصيفها إبراهيم بوهزاع، إلا أن الدائرة مازالت تحتضن 1649 صوتاً للمرشحين الخارجين عن السباق كفيلة بقلب الموازين.
وتتأرجح حظوظ الأصالة في ثالثة الجنوبية التي مازال مرشحها أحمد الأنصاري متشبثاً بمقعدها، ومحققاً تقدماً مريحاً بفارق 783 صوتاً عن مرشح تجمع الوحدة الوطنية محمد الرفاعي، الذي يتطلع إلى سحب بساط الدائرة من تحت الأصالة.
وتعود المنافسة التقليدية بين محمد المعرفي والنائب علي زايد الخارج من عباءة الأصالة، بعد أن نجح المعرفي في توظيف التقنيات الإعلامية في دعايته الانتخابية لتحقيق تقدم بفارق 522 صوتاً.
ومازال تقدم المعرفي غير مطمئن في ظل تحالف محتمل بين زايد ووحليفه في الأصالة يوسف الصباغ الذي حصد 697 صوتاً، ما يحيل المرشحين إلى التنافس على استمالة أصوات المرشح أحمد ألبي الذي أحرز 1265 صوتاً، بما يشكل ورقة قوية رابحة لتجاوز امتحان الدائرة.
إن التقدم المريح الذي أحرزه المرشح محمد موسى على النائب السابق خليفة الغانم في خامسة الجنوبية بفارق 1699 صوتاً، مع حياد المرشح الأقوى من بين الخارجين عن السباق سلمان السبيعي والحاصل على 1402 صوت من شأنه أن يرجح كفة المرشح محمد موسى لبلوغ المجلس النيابي.
ومازال النائب السابق أنس بوهندي يكافح في العودة لمقعده النيابي في سادسة الجنوبية، مقابل تقدم مطمئن للمرشح نجيب الكواري العضو البلدي السابق، أمام حياد الحاصلة على أكبر نسبة من الأصوات من الخارجين عن السباق المرشحة نادية العمر.
ورغم صدارة المرشح بدر التميمي رئيس المجلس البلدي لثامنة الجنوبية بفارق 635 صوتاً عن منافسه عبدالرحمن الغانم، إلا أن 830 صوتاً للمرشحة الخارجة عن السباق مريم يوسف مازالت تشكل فرصة لتغيير كفة الميزان لصالح المرشح الغانم.
ووضع تفوق المرشح علي الدوسري بفارق 444 صوتاً عن نائب تاسعة الجنوبية بدر الدوسري في مأزق صعب، وأمل باستمالة أصوات المرشح الخارج عن السباق ناجي الكواري والحاصل على 513 صوتاً؛ من أجل تحقيق حلم العودة للمقعد النيابي، في ظل فرص أكبر للمرشح علي الدوسري في بناء أي تحالف مع أحد المرشحين الخارجين عن السباق.
وبعد اقتحامه الدائرة وفشل طعن زميله عيسى الدوسري بحقه، نجح النائب محمد السيسي في نيل صدارة عاشرة الجنوبية، حيث يخوض جولة الإعادة مع المرشحة لولوة الرميحي.
ورغم الفارق المريح الذي حققه السيسي في الجولة الأولى بواقع 710 إلا أن الدائرة مازالت مفتوحة على إمكانية بناء تحالفات عدة واستمالة أصوات المرشحين الخارجين عن السباق، بما يغير قواعد اللعبة ويقلب الدائرة لمصلحة المرشحة لولوة الرميحي.