رغم انتشارها الساحق والارتباط بها لدرجة الإدمان، إلا أن الأمر لا يخلو من قلق من قبل شريحة لا يستهان بها من مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولات عدة للفكاك من أسرها والتخلص من قيودها، وهناك من يبتعد لفترة لكنه سرعان ما يعود، والبعض يمتلك من العزيمة والإصرار ما يمكنه من التخلص منها نهائيًا، لكن يظل الاعتدال في الاستخدام الحل الأنسب.
نشرت البي بي سي على موقعها على الإنترنت معلومات ونصائح مهمة من قبل متخصصين ومرشدين نفسيين وأصحاب تجارب حول أضرار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التخلص منه، فالبعض أكد أن انشغاله المبالغ فيه بالكتابة والتصوير والتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي ولد لديه قلقًا شديدًا وخفض معنوياته، ومنهم من أعرب عن ارتياحه وسعادته بشعوره بالتحرر والسلام بإقلاعه عن استخدامها، ومنهم من حذر بأن قضاء الكثير من الوقت في متابعة ما يفعله الآخرون على وسائل التواصل قد يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا عن حياتنا، ومنهم من يشير إلى ضياع الكثير من الوقت وتقلص الخصوصية، حيث يصبح كل شيء تفعله متاحا على الملأ، وهناك من ربط بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل والشعور بالأرق والقلق المتزايد، في حين أكد البعض تحسن صحتهم العقلية بعد التوقف عن الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تضع ضغوطا على الشخص لكي يواكب الآخرين فيما يفعلونه، ويجعل الشخص يعيش حالة دائمة من المقارنات بينه وبين هؤلاء ولاسيما المشاهير منهم، رغم أن حياتهم الحقيقية ليست بالضرورة بالصورة التي يصدرونها في مواقع التواصل الاجتماعي.
لا جدال بأن لمواقع التواصل الاجتماعي العديد من المزايا المهمة، وباتت ضرورة في حياتنا وإن كانت تحمل الكثير من الأضرار النفسية والشخصية والمادية والاجتماعية، ولعل أهمها ضياع الوقت والانسياق وراء “أوهام”، وضياع أو تأثر شخصية الفرد واستقلاليتها نتيجة خضوعها لشخصيات ونماذج أخرى ومحاولة تقمص هذه الشخصيات ظنًا أنها نماذج حقيقية وسعيدة وتعيش ترفا حياتيًا، ما يجعل هدف الاعتدال والتوسط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جديرا بالعمل على تحقيقه.
* كاتب مصري متخصص في الشؤون الدولية