يعتبر أي إنجاز علمي تحققه أية دولة في معرض "جيتكس" السنوي في مركز دبي التجاري العالمي، بمثابة مكانة وتقدير وإنجاز كبير، وهاهي مملكة البحرين تثبت وجودها في معرض العام الجاري الذي خصص للتكنولوجيا والاتصالات بفوز الذراع البحثي لمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني ممثلاً بمركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي بجائزة الشرق الأوسط للتحول الرقمي للذكاء الاصطناعي في النسخة الثانية والأربعين من المعرض.
إن هذا "الأسبوع العالمي في حقل التقنية" الذي يزوره قرابة 100 ألف زائر بمشاركة قرابة 200 جهة ممثلة لقطاعات مختلفة من دول الشرق الأوسط وممثلين عن شركات كبرى من مختلف دول العالم، هو مناسبة لرصد التقدم الذي تحققه الدول في حقل تكنولوجيا المعلومات وعلوم المستقبل، ويسعدنا كبحرينيين أن نفخر ونعتز بمثل هذه الإنجازات الحضارية في العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، كما نهنئ سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، والكوادر العاملة في المركز على الجهود المتميزة التي تؤكد قدرة أبناء البحرين على الابتكار في أهم مجالات العصر.
وليأذن لي القارئ الكريم أن أعود به إلى مقال احتواه هذا العمود يوم الجمعة 9 سبتمبر 2022 تحت عنوان: "مركز الملك حمد لعلوم المستقبل"، طرحت فيه مقترحًا أو نواة فكرة لإنشاء "مركز الملك حمد لعلوم المستقبل"، ويمكن أن يضم تحت سقفه كل المبادرات المذكورة وتوظيف جهودها في علوم الحوسبة والبيانات الضخمة وهندسة البرمجيات والأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي من جهة، ومن جهة أخرى يمهد لإعداد الكوادر الوطنية الشبابية المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة والصناعة وقطاع المال والاستثمار، فأبناء البحرين يمتلكون عقولًا نيرة تفخر بها هذه البلاد الكريمة.
في الواقع، نجد أن ما صرح به المدير التنفيذي لمركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله بن ناصر النعيمي بمناسبة هذا الإنجاز باعتباره من الإنجازات المتواصلة على المستويين المحلي والدولي فيما يتعلق بتمكين الشباب البحريني علميًا ومهنيًا، وهو تتويج لسعي المركز نحو ترسيخ مكانة مملكة البحرين في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي في المنطقة، وانعكاس لكفاءة واقتدار المواهب الوطنية التي يستقطبها المركز في مجالات التقنية وعلوم المستقبل واستعدادها لخوض هذا المجال بكل كفاءة وتنافسية، وتبني الابتكار والإبداع من خلال التنبؤ بالتحديات المستقبلية وتوفير حلول ذكية مسبقة.
إن مملكة البحرين تمضي بشكل واضح وخطوات جادة لدراسة الذكاء الاصطناعي والمجالات التي تعتبر ذات أولوية في التطبيق، وتواكب متطلبات العصر في ميدان التكنولوجيا وهو الأمر الذي يسهم في إحداث نقلة إنتاجية بمنهج مبتكر، ويدعم العقول البحرينية المتميزة من الباحثين والمتخصصين.