العدد 5113
الجمعة 14 أكتوبر 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
قراءة في مقتل مهسا أميني
الجمعة 14 أكتوبر 2022

المرشد الصفوي تمت صناعته من قبل الصفويين لتسويق الصفوية الجديدة من أجل قيادة المسلمين وفرض الدين الصفوي عليهم، والخليفة العثماني تمت صناعته من قبل العثمانيين الجدد لتسويق العثمانية الجديدة، والتي كان أسلافها ومنهم آباء أرطغرل مؤسس العثمانية، جنودا سخرة لدى الدولة العباسة، وذلك من أجل قيادة المسلمين وفرض الدين العثماني عليهم حيث تتساوى المدارس الدينية مع تراخيص بيوت الحرام وحقوق الشواذ وفقا لدستورهم.
وقد صنعت الصفوية الجديدة أوثانها كسليماني ونصر الله والحوثي والنمر والمالكي لتسويقهم لدى العرب المسلمين، ومن خلال عملائهم للتبشير بصفوية المرشد، وأيضا صنعت العثمانية الجديدة أوثانها كالمقبور مرسي والغنوشي والعثماني ومفتي العبودية للعثمانيين الغرياني، من أجل التبشير بعثمانية الخليفة.
أما أكراد إيران فصنعوا وثنهم الجديد مهسا أميني من أجل التبشير بالكردية الجديدة، وأقول إنه وثن لأن هناك عشرات الآلاف من الأكراد الذين سقطوا ضحايا وظلما خلال عشرات السنين ولم يتم استذكارهم أو تخليدهم خلال المظاهرات السابقة أو القائمة الآن في إيران، بل كل التركيز كان فقط على مهسا أميني. أما العواصم الغربية فقد استخدمت هذا الوثن مهسا أميني سياسيا وإعلاميا وحقوقيا من أجل مصالحها والضغط على إيران وابتزازها، بعد أن فشلت مفاوضات الاتفاق النووي، فرأينا التصريحات ووسائل الإعلام الغربية التي تمتدح وتشيد بمهسا والنساء الإيرانيات، وبأن الإيرانيين ألهموا العالم بثورتهم وغيرها من عبارات ودموع التماسيح، وهذا المدح لم يكن موجودا خلال السنوات الماضية وحتى قبل أيام عندما كانت طهران تنتهك حقوق الإنسان والمفاوضات جارية بينها وبين العواصم الغربية. 
وظهر هذا المدح الآن بعد فشل الاتفاق النووي، ولكن سرعان ما سيتم نسيان أميني وثورة “الإيرانيين الذين ألهموا العالم”، إذا ما عادت إيران والغرب لطاولة المفاوضات من جديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية