بإيجاز، نختصر مضمون اللقاء المهم الذي التقى فيه وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، صبيحة الأربعاء 28 سبتمبر 2022 مع أصحاب وممثلي المجالس في البحرين، بأنه إضاءة على طريق استمرار التواصل الذي رسخ جذوره المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بناء على "الشراكة المجتمعية" في الالتقاء والتواصل والتباحث، لاسيما في هذا الوقت الحيوي والضروري جدًا لمثل هذه اللقاءات وبلادنا مملكة البحرين الغالية تستعد للاستحقاق الانتخابي المتمثل في الانتخابات النيابية والبلدية.
ليسمح لي القارئ الكريم أن أفكر معه "خارج الصندوق" إن جاز التعبير لنفهم أرضية ترسيخ الأهداف المشتركة التي انطلق منها لقاء معالي الوزير، ولربما لاحظ الكثير من القراء من مواطنين ومقيمين، أن هناك محاور رئيسية لم يغفلها الوزير بل قدمها باقتدار في تشخيص النتائج.. لنا أن نعبر عن التقدير والثناء على جهود معالي الوزير في انخفاض معدل الجريمة بنسبة 30 بالمئة خلال السنوات الأربع الماضية.. إذا، نحن نتحدث عن مدة زمنية تخللها ظرف استثنائي قاهر هو جائحة كورونا، وإذا نظرنا إلى انخفاض المعدل فذلك يعني أن سياسة الدولة الداخلية والتكامل في الجهود، أثمر صيانة الوطن في أشد الظروف التي ألمت بالعالم، ورسخ الأمن والاستقرار ولله الحمد والمنة.
إذا حين تستعد أية دولة لمرحلة مهمة كالانتخابات، تحرص على تهيئة كل السبل لنجاح المشاركة وهذا أمر طبيعي، فالديمقراطية تتطلب مناخًا من الاستقرار ولهذا لفت معالي الوزير إلى أن المشاركة في الانتخابات المقبلة هي تعبير صادق عن المسؤولية، وستقوم الوزارة بتوفير الحماية اللازمة لنشر الطمأنينة بين المواطنين للتصويت، مشيدًا بالشراكة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ما ساهم في الحفاظ على مصالح الوطن لتحقيق الأمن المجتمعي.
على أن اللقاء أعطى مجالًا خصبًا للإشادة بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك كمبعث للثقة الوطنية ونهج الحكومة بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بتعزيز الأمل لدى المواطنين، والأمل هنا إشارة إلى استمرار برامج التنمية الشاملة التي تعود بالخير على المواطن والمقيم.
وكما نعلم جميعًا وأظن الكثير من القراء متفقون معي، أن التعبير الصادق عن المسؤولية الوطنية التي أشار إليها، له عدة رسائل: أولها أن نكون مساهمين في انتقال التجربة الديمقراطية من مرحلة إلى مرحلة أفضل، وثانيها: العمل كشراكة حقيقية في توفير الأمن لكي يتمكن الجميع من أداء الواجب الوطني بطمأنينة، وهذا ولله الحمد ما عشناه طيلة الانتخابات السابقة على مدى العشرين عامًا الماضية.. استقرار ومشاركة فاعلة وأجواء يفرح بها البحرينيون في العرس الديمقراطي كما هو الوصف الذي يطلق على أيام الانتخابات، وهناك رسالة مهمة جدًا جدًا: وهي حضور الشخصيات والوجهاء وأصحاب المجالس لأنهم ركن أساسي وجزء لا يتجزأ من حمل المسؤولية في إطار "الهوية البحرينية الأصيلة".
كل الثناء والعرفان لمعالي الوزير، معبرين عن ارتياحنا لمثل هذه اللقاءات التي تبشر بالخير الكثير.. والله الموفق.