كانت بحق لفتة طيبة من رئيس الأمن العام الفريق طارق بن حسن الحسن، عندما التقى بأعضاء فريق برنامج مكافحة العنف والإدمان "معًا" المتميزين في عملهم، ولعلني لا أضيف جديدًا حينما أقول إن هذا الفريق بكل أعضائه، متميز ومعطاء ومجتهد وناجح في أدائه الذي أثمر مؤشرات مهمة وحيوية في وقاية وتحصين المجتمع.
وينطلق هذا الفريق في عمله من فكر أمني واستراتيجي، يقوده وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حيث يعمل أعضاء الفريق وكما أشار رئيس الأمن العام، على "تطوير المنظومة الأمنية فيما يخص وقاية النشء والشباب، وتعزيز القيم والمبادئ الوطنية والمهارات الحياتية لديهم بما يسهم في تحقيق الأمن بمعناه الشامل"، فهذا المحور من أهم محاور تحصين المجتمعات.. كل المجتمعات، من المخاطر والكوارث إن جاز لنا التعبير أن نصفها، لاسيما حين يصبح الأطفال والناشئة والشباب موضع استهداف واستغلال من أصحاب الأفكار الدخيلة وتجار الممنوعات ومروجي الممارسات المضادة للمجتمع، بل أضيف إلى كل ذلك أن المجتمع البحريني ولله الحمد يزخر بطاقات شبابية نشطة في مؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمعاهد بل وحتى فرق العمل التطوعية في المدن والقرى، لما رأيناه منهم خلال السنوات الماضية من برامج وأنشطة على درجة كبيرة من الإتقان والتنفيذ لرفع وعي مختلف شرائح المجتمع من مخاطر الأفكار التي تتسبب في هدم الأسرة، وبالتالي تفكيك المجتمع وإضعافه، لهذا لا يمكن الاستهانة بالدور الذي يلعبه فريق "معًا"، الذي ميز مملكة البحرين عن كثير من الدول.
سنعود مع القارئ الكريم إلى العام 2015 حين أطلق معالي الوزير حفظه الله الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتزامنت آنذاك مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، واليوم، والتجربة تمضي في عامها الثامن فقد تحقق الهدف الأول والأكبر وهو مشاركة كل الوزارات والهيئات والمؤسسات في إطار مشترك لوضع السياسة والخطط والبرامج لمكافحة المخدرات وحماية أفراد المجتمع من مخاطرها، بل وأكثر من ذلك، فقد تحققت عدة خطوات مهمة على صعيد التصدي والمكافحة أمنيًا واجتماعيًا وضبط كل من يهدد أمن المجتمع من تجار ومروجين ومتعاطين، بالإضافة إلى برامج التأهيل المتقدمة.
وكما ورد في تصريح رئيس الأمن العام فقد تميز الفريق في "إعداد وتنفيذ الدراسات والبحوث التي قاموا بها في مجال عمل إدارة الوقاية من الجريمة وبرنامج (معًا) وتبني المعايير الدولية في الجودة والتميز المؤسسي وإدراجها في الإجراءات والمناهج الجديدة المبنية وفق أسس علمية قابلة للقياس، ووضع مؤشرات قياس الأداء، والعمل وفق منهجية الشراكة المجتمعية وإبرازها في العمل الشرطي لكل الأفراد المنتسبين لبرنامج (معًا) عبر الانضباط الوظيفي في تأدية واجباتهم الأمنية على أكمل وجه".
فريق "معًا" عمل وأنجز وتميز، وهنا رسالة مهمة لكل مواطن ومقيم ولاسيما أرباب الأسر وأولياء الأمور لأن عليهم مسؤولية أولى بل هي أهم المسؤوليات بمراقبة أبنائهم ونصحهم وعدم التهاون أو تركهم لظروف قد تقودهم إلى ما لا يحمد عقباه، ثم نثني على دور مؤسسات المجتمع التي لم ولن تقصر في حماية المجتمع من هذه الآفات.