+A
A-

مقاولون لـ “البلاد”: ارتفاع أسعار الخرسانة والطابوق بسبب تباطؤ سلاسل الإمداد

مطر‭:‬ زيادة‭ ‬تتجاوز‭ ‬100‭ % ‬أحيانا‭ ‬ومخاوف‭ ‬من‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنشائية

مرهون‭: ‬ التغيرات‭ ‬بأسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬يعود‭ ‬ضررها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف

حجير‭:‬ أكثر‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬هي‭ ‬الأسلاك‭ ‬الكهربائية‭ ‬والخشب‭ ‬والخرسانة

 

تسببت‭ ‬الأزمات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الدولية‭ ‬الحالية‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬أربكت‭ ‬بدورها‭ ‬قطاع‭ ‬الشحن‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬في‭ ‬شح‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬الأساسية‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬أسعارها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مضاعفة‭.‬

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العوامل‭ ‬الخارجية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬داخلية‭ ‬كالعمالة‭ ‬السائبة‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬المحلية‭. ‬

للاطلاع‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات‭ ‬والمنشآت‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬استطلعت‭ ‬“البلاد”‭ ‬آراء‭ ‬المقاولين‭ ‬والمتعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬والإنشاءات‭ ‬الذين‭ ‬أجابوا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬استفسارات‭ ‬الصحيفة‭.‬

رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬خلف‭ ‬حجير،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬زيادة‭ ‬نسبية‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬بنحو‭ ‬12‭ %‬،‭ ‬تلك‭ ‬الارتفاعات‭ ‬التدريجية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬وكلفة‭ ‬الوقود،‭ ‬رغم‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬حديد‭ ‬التسليح‭ ‬طبقًا‭ ‬لمؤشرات‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للحديد‭ ‬والصلب،‭ ‬إذ‭ ‬استقر‭ ‬سعر‭ ‬حديد‭ ‬التسليح‭ ‬ضمن‭ ‬أسواق‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬730‭ ‬و750‭ ‬دولارًا‭ ‬للطن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الحديد‭ ‬بالبحرين‭.‬

وحول‭ ‬أكثر‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬فهي‭ ‬الأسلاك‭ ‬الكهربائية‭ ‬والخشب‭ ‬والخرسانة‭ ‬مقابل‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬الأسمنت‭ ‬والرمل‭ ‬والجبس‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬لوجود‭ ‬تنافسية‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬لتقديم‭ ‬أسعار‭ ‬جاذبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شركات‭ ‬المقاولات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬السوق‭ ‬وانعكاسات‭ ‬التضخم‭ ‬وتباطؤ‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭. ‬

ورأى‭ ‬حجير‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المقاولين‭ ‬أو‭ ‬المستثمرين‭ ‬تراجعت‭ ‬ربحيتهم‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬نتيجة‭ ‬للغلاء‭ ‬العالمي‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬باختلاف‭ ‬نوعياتها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأخشاب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬لها‭ ‬هي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وروسيا‭ ‬ودول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعرها‭ ‬بالفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬انتشار‭ ‬سوسة‭ ‬بالخشب‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬الإنتاج،‭ ‬واجتياح‭ ‬الحرائق‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والتي‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الخشب‭ ‬بأكمله،‭ ‬وإيقاف‭ ‬روسيا‭ ‬لتصديرها‭ ‬نتيجة‭ ‬لدخولها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭.‬

وأشار‭ ‬حجير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تستورد‭ ‬الأخشاب‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬أوقفت‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العمل‭ ‬بمصانعها،‭ ‬وعندما‭ ‬استأنفت‭ ‬العمل‭ ‬بهذه‭ ‬المصانع‭ ‬قامت‭ ‬الصين‭ ‬بتوقيع‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬لحجز‭ ‬الأخشاب‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرارية‭ ‬مصانعها‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬الشحن‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬4‭ ‬مرات‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬وجميع‭ ‬العوامل‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وزيادة‭ ‬تكلفة‭ ‬الشحن‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬ومازال‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬ارتفاعه،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬والمستوردين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬بشأن‭ ‬مواد‭ ‬البناء؛‭ ‬بهدف‭ ‬استقرار‭ ‬الأسعار‭ ‬وعدم‭ ‬إخفاء‭ ‬بعض‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬لزيادة‭ ‬الفائدة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬الغلاء‭ ‬عالمية‭.‬

وبخصوص‭ ‬تأثير‭ ‬أسعار‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات‭ ‬والطلب‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬حاليًا‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬بعض‭ ‬الانتعاش‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬أوضح‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬المستثمر‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح،‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أدى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬الإنشاءات،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬وأضاف‭ ‬“بصفتي‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬المقاولين‭ ‬العربي‭ ‬أحضر‭ ‬اجتماعات‭ ‬وقد‭ ‬وصلت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬50‭ % ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الإنشاءات،‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬وصلت‭ ‬نسبة‭ ‬الانخفاض‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬مازال‭ ‬هنالك‭ ‬نموا‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬بالمملكة”‭.‬

 

أهمية‭ ‬التوطين

‭ ‬وتطرق‭ ‬حجير‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬توطين‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬إذ‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬لدعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬منظومة‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬والتقني‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬الأدوات‭ ‬والوسائل‭ ‬للاستغناء‭ ‬عن‭ ‬استيراد‭ ‬مواد‭ ‬صناعة‭ ‬البناء‭ ‬بكثافة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مسجل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬وإعطاء‭ ‬فرصة‭ ‬لتكوين‭ ‬كيانات‭ ‬صناعية‭ ‬إنتاجية‭ ‬ضخمة‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الحالية‭ ‬والتي‭ ‬مازالت‭ ‬تصنف‭ ‬ضمن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬الكثيف‭ ‬لرأس‭ ‬المال،‭ ‬والمقاول‭ ‬وضع‭ ‬أساسيات‭ ‬وضمانات‭ ‬الاستلام‭ ‬وحده‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬مشاكل‭.‬

 

زيادة‭ ‬العمالة

وتابع‭ ‬حجير‭ ‬“كما‭ ‬أكدنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬لجوء‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬مقاولين‭ ‬غير‭ ‬مرخصين‭ ‬أو‭ ‬عمالة‭ ‬سائبة‭ ‬ليست‭ ‬لديها‭ ‬الجودة‭ ‬يسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬وهي‭ ‬زيادة‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬العاملة‭ ‬بسوق‭ ‬المقاولات،‭ ‬وأحيانا‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مراقبة،‭ ‬فهم‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬مستأجر‭ ‬ولا‭ ‬يهتمون‭ ‬بالجودة‭ ‬بقدر‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالربح،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬معروفة‭ ‬أو‭ ‬لديها‭ ‬مقاولات‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬بحرينية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬العقار‭ ‬يستطيع‭ ‬الشخص‭ ‬مقاضاتها،‭ ‬وأكرّر‭ ‬مرارًا‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬المشاكل‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬العقارات‭ ‬هي‭ ‬مع‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ (‬الفري‭ ‬فيزا‭) ‬والعاملين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬بالسوق‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لمواد‭ ‬البناء،‭ ‬أوضح‭ ‬حجير‭ ‬أن‭ ‬توريد‭ ‬خدمات‭ ‬تشييد‭ ‬المباني‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يخضع‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬صفر‭ ‬بالمئة،‭ ‬وتخضع‭ ‬كذلك‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توريدها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬يقدم‭ ‬خدمات‭ ‬تشييد‭ ‬المباني‭ ‬الجديدة‭ ‬للقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬بنسبة‭ ‬صفر‭ ‬بالمئة،‭ ‬وتتضمن‭ ‬تلك‭ ‬التوريدات‭ ‬أعمال‭ ‬البناء‭ ‬وخدمات‭ ‬إخلاء‭ ‬مواقع‭ ‬البناء،‭ ‬وأعمال‭ ‬التوسعة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬مبنى‭ ‬قائم‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬والمساحين،‭ ‬وخدمات‭ ‬مماثلة‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إشرافي‭ ‬وتوريد‭ ‬معدات‭ ‬البناء‭ ‬بشرط‭ ‬تركيبها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ذات‭ ‬المورد،‭ ‬والتجهيزات‭ ‬والمعدات‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬تثبيتها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬المبنى‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إزالتها‭ ‬دون‭ ‬إحداث‭ ‬ضرر‭ ‬للمبنى‭ ‬أو‭ ‬للتجهيزات‭ ‬والمعدات‭ ‬والسلع‭ ‬الموردة‭ ‬لغرض‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الهندسة‭ ‬المدنية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطوير‭ ‬المبنى،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أنظمة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والطرق‭ ‬والمسارات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استخدام‭ ‬المبنى‭ ‬والانتفاع‭ ‬منه‭ ‬ومواقف‭ ‬السيارات‭ ‬المستخدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شاغلي‭ ‬المبنى‭ ‬والزوار‭ ‬والسلع‭ ‬الموردة،‭ ‬لتمديد‭ ‬المبنى‭ ‬بالمياه‭ ‬وخدمات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الخلايا‭ ‬الكهروضوئية‭ ‬والمعدات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬المصممة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الكهرباء‭.‬

 

تحسن‭ ‬النشاط

وقال‭ ‬حجير‭ ‬“حجم‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات‭ ‬شهد‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعامين‭ ‬الماضيين‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬خلالها‭ ‬القطاع‭ ‬بتداعيات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بشدة،‭ ‬واليوم‭ ‬نشهد‭ ‬تعافٍ‭ ‬للقطاع،‭ ‬لكن‭ ‬يتطلب‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة،‭ ‬وإيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل،‭ ‬والعمالة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬وانخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬الدفعات‭ ‬المقدمة‭ ‬للعقود،‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬محدثة‭ ‬للمعلومات،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬للمقاول‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬القطاع‭ ‬يعد‭ ‬مصدرا‭ ‬رئيسا‭ ‬للتوظيف”‭.‬

واستطرد‭ ‬بالقول‭ ‬“لعل‭ ‬مشاركة‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمقررة‭ ‬بقيمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سيسمح‭ ‬لشركات‭ ‬المقاولات‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بالإيجاب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬بأعمال‭ ‬المقاولات‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬داعيًا‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المقاولات‭ ‬بمواصلة‭ ‬أعمالها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬لضمان‭ ‬استمراريتها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وزيادة‭ ‬حجم‭ ‬نمو‭ ‬القطاع”‭.‬

وأضاف‭ ‬“يعتبر‭ ‬قطاع‭ ‬البناء‭ ‬والإنشاءات‭ ‬أحد‭ ‬أسرع‭ ‬القطاعات‭ ‬تأثرا‭ ‬بالمتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وعوامل‭ ‬التضخم‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬شهد‭ ‬تحسنًا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬كوفيد19،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬محورا‭ ‬رئيسا‭ ‬من‭ ‬محاور‭ ‬تنمية‭ ‬القطاع،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقاولين‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد،‭ ‬ما‭ ‬يضخ‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬والأصعدة‭. ‬

 

اهتمام‭ ‬الجمعية

وأضاف‭ ‬حجير‭ ‬“أود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا‭ ‬بتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالح‭ ‬أعضائها‭ ‬ورفع‭ ‬قدراتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬ومهنية‭ ‬ومشاركات‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬دولية‭ ‬ومحلية‭ ‬للتطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بجميع‭ ‬مجالاته‭ ‬وإتاحة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المتاحة‭ ‬للأعضاء،‭ ‬وأن‭ ‬الجمعية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬وجودة‭ ‬الإنشاءات‭ ‬العمرانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بجانب‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬وما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وذلك‭ ‬بتعاون‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬عمل‭ ‬مثمرة‭ ‬مع‭ ‬اتحادات‭ ‬وجمعيات‭ ‬وتجمعات‭ ‬المقاولين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخلج‭ ‬العربي‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

 

الشراكة

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬علي‭ ‬مرهون‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬متواصل،‭ ‬مستدركا‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬الأسمنت‭ ‬سعره‭ ‬ثابت‭ ‬والحديد‭ ‬تراجع‭ ‬من‭ ‬460‭ ‬دينارا‭ ‬إلى‭ ‬280‭ ‬دينارا‭ ‬للطن،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطابوق‭ ‬والخرسانة‭ ‬الجاهزة‭ ‬ارتفع‭ ‬سعرهما‭.‬

وقال‭ ‬مرهون‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬استفسار‭ ‬“البلاد”‭ ‬بشأن‭ ‬تأثير‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنشائية‭ ‬“طبعا‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬وكذلك‭ ‬المقاولين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحرير‭ ‬العقود‭ ‬والالتزام‭ ‬بها،‭ ‬فتغيرات‭ ‬الأسعار‭ ‬يعود‭ ‬ضررها‭ ‬على‭ ‬الطرفين،‭ ‬كذلك‭ ‬يسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬تأجيل‭ ‬بعض‭ ‬المشروعات”‭.‬

وبشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مساع‭ ‬لتوطين‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬الأساسية‭ ‬المستوردة‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬محليا،‭ ‬أفاد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬أنه‭ ‬“بالنسبة‭ ‬للمواد‭ ‬الأولية‭ ‬للبناء‭ ‬طالبنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بوجوب‭ ‬توفيرها‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتغطي‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتضرر‭ ‬أحد‭ ‬بأزمات‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأعمال”‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬التحديات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات‭ ‬والإنشاءات،‭ ‬أشار‭ ‬مرهون‭ ‬إلى‭ ‬التأثير‭ ‬السالب‭ ‬للعمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬السائبة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬المقاولات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تأثيراتها‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وعمال‭ ‬الفيزا‭ ‬المرنة‭.‬

 

بطء‭ ‬الوتيرة

على‭ ‬صعيد‭ ‬متصل،‭ ‬قال‭ ‬مستشار‭ ‬جمعية‭ ‬المقاولين‭ ‬البحرينية‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬العقار‭ ‬والإنشاء‭ ‬هشام‭ ‬مطر‭ ‬إنه‭ ‬“بالنسبة‭ ‬لأسعار‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬فإنها‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬قصيرة‭ ‬وبصورة‭ ‬متتالية‭ ‬ووصلت‭ ‬من‭ ‬25‭ % ‬كحد‭ ‬أدنى‭ ‬لغاية‭ ‬100‭ % ‬لبعض‭ ‬المواد،‭ ‬والبعض‭ ‬يفوق‭ ‬الـ‭ ‬100‭ %‬،‭ ‬والأسباب‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬من‭ ‬الموردين‭ ‬وهي‭ ‬تعود‭ ‬لارتفاع‭ ‬الشحن،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬ممثلة‭ ‬بالأقسام‭ ‬المعنية‭ ‬بصورة‭ ‬بارزة‭ ‬والتنسيق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬الزيادات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عمل‭ ‬خطة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬لتأمين‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬اللازمة‭ ‬والداخلة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الإنشاء‭ ‬والتعمير”،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬“استمرارية‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬الكلفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقاولين،‭ ‬فهي‭ ‬سلسلة‭ ‬مرتبطة‭ ‬وهذا‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬التضخم‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬للوحدات‭ ‬الإنشائية،‭ ‬وهو‭ ‬مؤثر‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬المقاولين‭ ‬والمطورين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العقار،‭ ‬وهذا‭ ‬حتما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بطء‭ ‬وتيرة‭ ‬المعاملات‭ ‬الشرائية‭ ‬والاتجاه‭ ‬لأرخص‭ ‬الأثمان‭ ‬وأقل‭ ‬جودة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نطمح‭ ‬إليه”‭.‬

وأضاف‭  ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأغلب‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬والأساسية‭ ‬فهي‭ ‬تستورد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وتتم‭ ‬تهيئتها‭ ‬وتعبئتها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كالأسمنت‭ ‬والأشباك‭ ‬الحديدية‭ ‬وبعض‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬ومواد‭ ‬أخرى‭. ‬وتابع‭ ‬“لذلك‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بالذات‭ ‬لتشجيع‭ ‬واستقطاب‭ ‬المشروعات‭ ‬الصناعية‭ ‬وعمل‭ ‬مستودعات‭ ‬مخزون‭ ‬احتياطية‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الأزمات‭ ‬تجنبا‭ ‬لوقف‭ ‬العمليات‭ ‬الإنشائية‭ ‬فجأة‭ ‬والتي‭ ‬تتضرر‭ ‬فيها‭ ‬شريحة‭ ‬المقاولين‭ ‬خصوصا‭ ‬بسبب‭ ‬الالتزامات‭ ‬والغرامات‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تأخر‭ ‬تسليم‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬أوقاتها‭ ‬المحددة”‭.‬

 

التشطيبات‭ ‬والصيانة‭ ‬

وبشأن‭ ‬مستوى‭ ‬حجم‭ ‬النشاط‭ ‬بالقطاع‭ ‬بعد‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬أفاد‭ ‬مطر‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬رجع‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬صعود‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعامين‭ ‬الماضيين‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة،‭ ‬معتمدا‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬المشروعات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬المشروعات‭ ‬الخاصة‭ ‬سواء‭ ‬الاستثمارية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬المختلفة‭.‬

وتطرق‭ ‬مستشار‭ ‬“المقاولين”‭ ‬إلى‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬قائلا‭ ‬“كما‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬للقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬بأن‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬تستوجب‭ ‬إضافة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬ويحق‭ ‬استعادتها‭ ‬للمشروعات‭ ‬الجديدة‭ ‬فقط‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬البناء‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب‭ ‬لمصلحة‭ ‬الضرائب‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأعمال‭ ‬التجديد‭ ‬والصيانة‭ ‬والتشطيب‭ ‬فهي‭ ‬مستوجبة‭ ‬وغير‭ ‬مستردة‭ ‬وهذا‭ ‬طبعًا‭ ‬عامل‭ ‬مؤثر،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تضخم‭ ‬الكلفة‭ ‬العامة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬والتي‭ ‬نأمل‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إعادة‭ ‬نظر‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬التشطيبات‭ ‬أو‭ ‬الصيانة‭ ‬والتجديد”‭.‬

 

منتشرة‭ ‬كالسرطان

وتحدث‭ ‬مطر‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬والفيزا‭ ‬المرنة،‭ ‬فقال‭ ‬“تأثيرها‭ ‬أصبح‭ ‬جليا‭ ‬مؤخرا‭ ‬والدليل‭ ‬كثرة‭ ‬البلاغات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬المتضررين‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تفقد‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬مقابل‭ ‬أسعار‭ ‬رخيصة‭ ‬الثمن‭ ‬والتي‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬النظامية‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬التسرب‭ ‬للعمالة‭ ‬النظامية‭ (‬الهروب‭) ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬كامل‭ ‬لحرية‭ ‬الانتقال‭ ‬السلس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طمع‭ ‬وجشع‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬الأموال‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬وأسهلها‭ ‬يرهق‭ ‬السوق،‭ ‬وسط‭ ‬وجود‭ ‬البيئة‭ ‬المشجعة‭ ‬وانعدام‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الضارة‭ ‬لهذه‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة،‭ ‬وظاهرة‭ ‬الهروب‭ ‬وترك‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬النظامية،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬وشرخ‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحساس‭. ‬والحل‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬رادع‭ ‬للعمالة‭ ‬التاركة‭ ‬للعمل‭ (‬الهاربة‭) ‬والسائبة‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الفيزا‭ ‬المرنة‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬كالسرطان‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬القطاعات،‭ ‬وسنشهد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬استقرارًا‭ ‬ونموًا‭ ‬ومنافسة‭ ‬طبيعية‭ ‬مطلوبة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬نفى‭ ‬صاحب‭ ‬مؤسسة‭ ‬الحرمين‭ ‬لمواد‭ ‬البناء‭ ‬أحمد‭ ‬العريض،‭ ‬أي‭ ‬زيادات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬مؤسسته‭ ‬ببيعها‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬الأساسية‭ ‬الأخرى‭ ‬لمن‭ ‬سبقوه‭ ‬من‭ ‬المتحدثين‭.‬