العدد 5040
الثلاثاء 02 أغسطس 2022
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
أنا الديناصور... الأفضل
الثلاثاء 02 أغسطس 2022

بسبب التفاعل المبهر بين قراء هذه المساحة الأسبوعية، أخذني الحماس أكثر للكتابة عن أنواع جديدة من الشخصيات، اليوم اخترت شخصية لطالما حاولت الابتعاد عنها بسبب كمية السموم والذبذبات، والأضرار الجسيمة التي تخلفها في أماكن تواجدها، بوجودها يتحول المكان لبيئة غير صحية طاردة، مستفزة، فمن أهم الأسباب التي تجعلها كذلك ظروفها القاسية منذ طفولتها، وشعورها المستمر بالإحباط الشديد بسبب القمع، إذ ولد لديها نوع من العزلة النفسية المفرطة والشعور المستمر بالغيرة الشديدة من نجاح الآخرين، ما جعلها تتفنن في السيطرة والتعجرف مع الآخرين، إذ تلتوي كالثعبان للحصول على ما تريد دون بذل أي مجهود شخصي، والسبب يعود إلى استغلالها مقومات التأثير، إذ إنها تتفنن حسب قدرات واستجابة الطرف الآخر، لتمرسها في بث الوهم في نفوس من حولها بما ستمنحهم من مزايا وفرصة التقرب إليها لتشكل بهم فريقًا تابعًا يستجيب لأوامرها، فإما أن تكتفي أو تنكشف، بعدها تضع نقطة للنهاية لمن تم استغلالهم، حيث لا تتذكر شيئًا من وعودها لهم، إلا فيما استطاعت من قسوة وقهر.


ومن هنا تظهر “القمندة”، عندما تكون الساحة والظروف مواتية لها لفرض الهيمنة على مخيلة الناس لتسود ثقافة الخضوع لها خوفا من أذاها.. يمكنني تسمية هذه الشخصية بـ “شخصية الديناصور” التي لم تنقرض بعد، ومازالت - مع الأسف - تعيش وتعشعش في الكثير من المؤسسات. هذه الشخصية تكثر حبًا لذاتها وكلما أغرقها الآخرون بمجاملات الإعجاب، تزداد تحجرًا بتصرفاتها المغرورة المتعجرفة، وتبقى منشغلة بأوهام النجاح والقوة والتألق غير الواقعيين، تظهر برودًا في مشاعرها، لإيمانها التام بأنها شخصية مختلفة ومتميزة ويجب أن تطاع، تعيش بحثًا عن مكاسبها الشخصية دائمًا، دون الاكتراث لواجباتها في تحقيق أهداف المؤسسة أيًا كانت، هذه الشخصية بعيدة كل البعد عن الراحة النفسية، لأن سعادتها دائمًا في إسقاط الآخرين وهزيمتهم، تستغل نجاحات الآخرين وتأكلهم بقوة تسلطها، تجدها حادة مخيفة هجومية لاذعة، من الصعب أن تلاقي من يشبهها لأنها تعيش في عالم منفرد تشبع نفسها غرورًا وكرهًا، هاجسها الوحيد في كيفية إلحاق الضرر بالآخرين وإزاحتهم عن طريق ترغب في السير فيه وحدها دون منافس، ولنا في قصة هذه الشخصية تكملة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .