العدد 5036
الجمعة 29 يوليو 2022
banner
تكريم الشيخة مي بنت محمد
الجمعة 29 يوليو 2022

انتابتني مشاعر جياشة وشعرت بالفخر الكبير لمشهد مغادرة الشيخة مي بنت محمد هيئة الثقافة والآثار، وما تضمنه من وفاء وتقدير واحترام لشخصها وإنجازها الذي لن ينساه التاريخ ولن تنساه البحرين. لحظة رائعة بكل المقاييس، وجميع منتسبي الهيئة والمتخصصين والمهتمين والعاملين في مجال الثقافة يودعونها بالقبلات والأحضان والدموع، في مشهد مهيب يدل على رقي أبناء البحرين وتقديرهم كل صاحب إنجاز.
يصعب أن ينعقد هذا المشهد المؤثر إلا لشخص محبوب، والشيخة مي بلا شك شخصية رائعة ولها القدرة على التأثير بمن حولها، وبالتالي فهي جديرة بمشهد كهذا الذي رأيناه.. الشيخة مي لم تكن يوما موظفة أو مديرة أو وزيرة بالمعنى المعروف والمحدد لهذه الكلمات، لكنها كانت دوما إنسانة بحرينية تمارس وتبدع في كل ما يرتقي بصورة البحرين ومكانتها لدى العالم، فهي تعشق ما تقوم به وبالتالي تبدع فيه إلى أقصى درجة، وقد أحبت البحرين وسعت دوما لإبراز أجمل ما فيها والمحافظة عليه، وكأنها تسعى لتجميل بيتها الخاص.
قصة الشيخة مي إذا هي قصة عشق البحرين والسعي للمحافظة على تراثها وتقديم صورة طيبة عنها لدى كل من يزورها، ولا ننسى أن الشيخة مي كانت وستبقى مصدر فخر لكل امرأة بحرينية وخليجية وعربية بما قدمته من إنجازات ونجاحات في قطاع الثقافة والتراث، وما قدمته من أنشطة ثقافية وتواصلها مع الشخصيات رفيعة المستوى في مجال الثقافة والفكر في أنحاء العالم، حيث قدمت صورة رائعة للمرأة الخليجية والعربية بما تحمله من ثقافة ونشاط.
لا نقول وداعا للشيخة مي لأنها حتما ستبقى تمارس الشيء الذي تحبه وستبقى تعطي للبحرين والثقافة العربية، ولأنها لم تكن يوما موظفة ينتهي نشاطها بتركها موقعها، لكنها ستبقى كما هي عاشقة للبحرين والفكر والثقافة، وستبقى مثالا يحتذى في حب الوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .