أثناء كتابة هذه الكلمات كان قادة كثير من دول العالم يجتمعون في مؤتمر بطرسبرغ في ألمانيا ليتباحثوا حول سبل مواجهة أزمة المناخ التي بدت آثارها المدمرة واضحة للإنسان العادي وليس فقط للعلماء المتخصصين والناشطين في مجال البيئة، وعند كتابة هذه الأسطر أيضا كانت درجة الحرارة قد وصلت في لندن عاصمة الضباب إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية وأصدرت إنذارا أحمر للمواطنين البريطانيين بتوخي الحذر وعدم مغادرة المنازل، لأن هذا الجو يهدد الحياة ويمكن أن يسبب وفيات بين الأصحاء أنفسهم.
هذا جزء بسيط من مكونات الصورة الخطيرة التي أصبح عليها العالم نتيجة ما يسمى بالاحتباس الحراري الذي تسببه دول تعد على أصابع اليد الواحدة. ذلك الاحتباس الحراري الذي أصاب نواميس الطبيعة بالخلل صيفا وشتاء، ففي الشتاء الماضي شهدت ألمانيا التي يجتمع العالم على أرضها اليوم دمارا كبيرا بسبب الفيضانات التي فصلت مساحات وتجمعات سكنية كبيرة بسبب الغرق المرعب الذي حدث.
الشيء الذي يدعو للخوف في هذه اللحظة هو عدم الثقة في قدرة العالم على مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الانبعاثات التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، فقد اجتمعت حوالي 200 دولة العام الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة في غلاسكو بأسكتلندا من أجل التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة على كل الكائنات، لكن لا شيء على الأرض حتى الآن، فهل يمكن للعالم بعد التطورات الأخيرة والانقسامات الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية والنتائج الاقتصادية السلبية لهذه الحرب أن يتفق على أية إجراءات لمواجهة الظاهرة الخطيرة؟
وهل سيكون مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ Cop27 الذي سيعقد في مصر في نوفمبر القادم أداة جديدة لمواجهة العالم هذا الخطر؟.