+A
A-

أمين الصايغ.. ظاهرة كوميدية تحتاج إلى دراسة

يقول كنستانت كوكلين" من اهم ما يجب ان يتمتع به الممثل سرعة تلقفه وملاحظته لأي شيء، يمكن تقديمه على المسرح".

وهناك طرق هامة يستطيع الممثل عن طريقها ان يستغل قوة ملاحظته وذلك . ملاحظة تصرفات الناس وصفاتهم ومميزاتهم كطريقة المشي والحديث والخ. فان ذلك يساعده على تقديمها على المسرح. وملاحظة الاحداث والمواقف من حوله حتى يستطيع عن طريق تغذيتها بخياله ان يستفيد منها على المسرح.

يشبه برجسون حالة المتفرج للكوميديا بغدير صاف هادئ تلتقى فيه الأحجار فتنداح دوائر الضحك المنبسطة، لكنك ان القيت الحجر في خضم طامي العباب لغاص في القاع وابتلعه الماء، وكذلك يجب الا تلقى بحجر جديد الا بعد ان تزول دوائر الحجر الأول ..اي بعد ان يعود الهدوء والصفاء الى النفس، وكذلك وجدت الفنان الكوميدي القوي أمين الصايغ في مسرحية " الدنيا مقلوبة" حيث أستخدم تكنيك المهارة الذهنية في تجانس الالفاظ ورؤى غريبة تضحكنا لجدتها ومباغتتها لمنطقنا العادي وسير حياتنا المألوف.

أمين الصايغ ظاهرة كوميدية في مسرحنا البحريني والخليجي ربما تحتاج الى دراسة لأنها متحررة من القواعد الكلاسيكية التقليدية ، كما انه يتميز في الدخول تحت جلد الدور مباشرة وبسرعة حتى قبل بدء المسرحية في بعض الأحيان، وهذا دليل على انه موهوب ويلاحظ ما يحدث له او لغيره من الناس، ويجد في الشيء المألوف معنى خاصا يختزنه في ذاكرته ليستفيد به عندما تقضي الحاجة، كما انه وكما هو واضح في كل دور يقوم به، يستعيد خبرات سابقة او يتذكر تجاربا مارسها لتساعده على فهم الشخصية التي يحاول اداءها.

أمين الصايغ يرسم مختلف نواحي شخصيته على المسرح بعناية وفهم واحساس، ويكسبها الحيوية والجمال والكمال والمثالية، وهذا شيء لا يمكن لأي " كوميديان" تحقيقه بسهولة على المسرح.