العدد 5026
الثلاثاء 19 يوليو 2022
banner
فيزا سياحية... أحداث ووقائع تنذر بأخطار
الثلاثاء 19 يوليو 2022

قصصنا مع العمالة السائبة ومن في حكمها عن طريق السمع أو النقل متعددة الدلالات، وتحتاج إلى شرح وتفسير الكثير من الأمور، لأن الأحداث والوقائع تنذر بأخطار لا تحمد عقباها.
استوقفني في الشارع بينما كنت ذاهبا إلى الجريدة، مواطن آسيوي في حالة يرثى لها، ومصابيح روحه منطفئة وتنطبق عليه مقولة الفيلسوف الوجودي سارتر “الآخرون هم الجحيم”، أوقفت السيارة وقلت ما خطبك.. قال بلكنة إنجليزية مكسرة أنا محتاج وأريد مساعدة، أي نوع من المساعدة! أجاب.. أريد أن أرجع إلى وطني ولا أملك قيمة التذكرة، هرب مني دمي وأنا أستمع إلى هذه القصة واحترقت تفاصيل عمري من الدهشة وقلت له.. أي نوع من الفيزا عندك، أجاب ببرود.. فيزا سياحية!
غبت غيبة محدودة عن العالم محاولا الإحاطة بما يحدث لهذا الرجل ثم قلت له.. كيف تسافر إلى بلد للسياحة بلا خطة رجوع أو مال كاف.. هل أنت موعود بعمل في البحرين أو ما شابه ذلك؟ ظل يحدق بي وهو مغمور الجراح ولم يجب ثم “توكل على الله”.
لكن السؤال الذي يحتاج إلى كلمات واضحة وصريحة وحاسمة، هل من الممكن اعتبار قضية هذا الرجل أنها في نطاق “سمسرة المؤسسات” أو العوائل التي تدعوا أقرباءها إلى الحضور إلى البلد مع وعود لهم بالسعادة الكبرى عبر توفير عمل لهم، ومن ثم يرون بدل العمل الشقاء والبؤس والعذاب وحياة باطنية لا يعلم بها إلا الله؟ وهل هناك محاسبة تدخل في عمق هذه القضية، خصوصا إذا بقي هذا الرجل وربما غيره المئات في البلد بإقامة منتهية أو إقامة سارية المفعول لكن بجيب مفلس، والشمس تلسع وجوههم وأرجلهم وهم يجوبون الشوارع مثل صاحبنا، وماذا لو لا سمح الله خرج مثل هذا الرجل على زمنه المقدس وارتكب جريمة، فمن المسؤول.
بكل التراكيب العربية والتعابير نقول.. أفيدونا لأن هذا الأمر لا يتماشى مع الواقع، ويكفي ما نعانيه من “بلاوي” العمالة السائبة المتجددة على الدوام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .