الحديث عن العلاقات بين مملكة البحرين وسائر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو حديث القرار والمصير، والوحدة والهدف المشترك، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، ثم الحديث عن العلاقات بين البحرين والإمارات نموذج مثالي يتصاعد بما يمكن أن نسميه "تعاضد الازدهار" الذي تؤمن به قيادتا البلدين والشعبان الشقيقان.
أقول هذه المقدمة وقد تابع الكثيرون منا الكلمة المتلفزة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مساء الأربعاء الماضي، وهي كلمة ذات أبعاد عميقة وجوهرية في مدلولاتها تهم كل مواطن خليجي وعربي في تقديري، ولا تقتصر على شعب دولة الإمارات العربية المتحدة الكريم، وأصدق دليل هو الاتصال الهاتفي بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فجلالة العاهل المعظم أيده الله "عبر عن السياسة الحكيمة التي توليها دولة الإمارات بقيادة سموه في ترسيخ وتعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع"، فهناك ركنان هما الاستقرار والازدهار يتجليان بوضوح في المسيرة التنموية التي تميزت بها البحرين والإمارات معززة بالعلاقات التاريخية وروابط القربى والرؤى المشتركة لتحقيق الهدف الأكبر وهو رفاهية ورخاء الشعوب.
جانب آخر نعبر فيه عن مشاعرنا تجاه قيادة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الكريم، ودعواتنا بمواصلة مسيرة النهضة المباركة في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهناك مرئيات حضارية كبرى طرحها سموه في كلمته التي تناولت في بعض جوانبها تنويع الاقتصاد وتسريع جهود التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد نشيط ورائد عالميًا، علاوة على تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتحقيق أفضل المؤشرات العالمية في هذا المجال، وتنمية القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها، ودور الإمارات واضح على صعيد دعم التنمية في مختلف بلدان العالم، وهي تجربة عالمية لها مردوداتها على دول الخليج العربي كمنهج معاصر تمثله إحدى دوله، وبالتالي هو موضع تقدير ومصدر لتبادل الخبرات والتجارب التي تعود بالنفع على شعوب دول مجلس التعاون الخليجي وسائر الدول الشقيقة والصديقة.
ومن الجوانب المهمة في الكلمة ما يتعلق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والارتكاز على تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع، ونحن كشعوب خليجية شعرنا بالفخر والسعادة والاعتزاز بعهد جديد يواصل مسيرة ما بناه القادة بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقا.