إذا تمعنا في مذكرات التفاهم التي وقعها معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس خلال زيارة معالي الوزير الحالية، يطرأ سؤال محوري “ما الأهمية التي تمثلها زيارة معاليه إلى أميركا؟ وبناءً عليها تبرز أهمية مذكرات التفاهم التي هي في حقيقتها لها ديناميكيتها منذ عقود تأسيسًا على العلاقات بين البحرين وأميركا وتعاونهما الثنائي.
يمكن تقديم قراءة موجزة تقوم على أساس القضايا ذات الأهمية على المستوى العالمي من جهة، وتقدير الولايات المتحدة دور مملكة البحرين من جهة أخرى، فالبحرين على الخارطة العالمية من الدول السباقة في تأكيد حضورها المتعاون مع المجتمع الدولي في بحث ومراجعة وتقييم والمشاركة في وضع التصورات المثلى لمواجهة التهديدات والمخاطر الأمنية، وهذه السمة اكتسبتها مملكة البحرين منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة في عام 1971، ومن ثم تعدد عضوياتها في مجموعة المجالس والوكالات والصناديق والبرامج، وعزز المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من مشاركة البحرين في مختلف المحافل التي تدرج على أجندتها أهم الملفات الملحة على صعيد الأمن العالمي والإقليمي كذلك، ولننظر إلى المذكرات، كقضايا أولًا:
* التعاون المشترك في مكافحة تمويل الإرهاب والأمن السيبراني وأنظمة الطائرات المسيرة.
* تعقد تكتيكات وتطور الهجمات الإلكترونية بشكل متسارع، ما يلزم التدريب المستمر، وهنا محور جوهري مهم أكد عليه معالي الوزير بالدعوة إلى زيادة التعاون مع الأصدقاء والشركاء في جميع أنحاء العالم.
* تبادل المعلومات ركن أساسي بل لابد أن يكون بندًا رئيسيًا في استراتيجية كل الدول أمنيًا، وكذلك في مجال اتخاذ التدابير، فالمواجهة والمكافحة مهمة للغاية لكنها لوحدها لا تكفي دون أن تكون هناك تدابير فعالة يتم تقييمها ومراجعتها بشكل مرحلي.
الخلاصة تكمن في تكامل الجهود، فأميركا دولة متقدمة في المجالات العصرية بكل تفريعاتها، لكن، بشكل موجز أقول: إن المركز الوطني للأمن السيبراني في مملكة البحرين متقدم جدًا وعلى كفاءة عالية وفق أنظمة الرصد والمراقبة وحماية الشبكات، وبالتالي القدرة على الاستجابة السريعة على يد كوادر بحرينية مؤهلة، يوليها معالي الوزير كل اهتمام لتطوير قدراتها وكفاءتها.