+A
A-

حلقة نقاشية عن تشجيع التبرع بالأعضاء... ومطالبات باستئناف برنامج زراعة الكلى

الزين: أهداف “حياة جديدة” نبيلة وستنقذ الناس

نائب رئيس اللجنة الوطنية للزراعة: استعداد تام للتعاون وإنجاح حملة البلاد   

الحلو: ستزيد عمليات التبرع بعد انطلاق برامج الزراعة بالمستشفيات

مستشفى خاص يتقدم بطلب للترخيص لإجراء عمليات الزراعة

صادق عبدالله: وعي المجتمع بثقافة التبرع موجود 

أول زراعة كلى بالبحرين في يناير 2001 من شخص متوفى دماغيًّّا

عائلة تسجل استعدادها للتبرع وتُوفِّي قريبها بسبب نزيف فتبرع أهله بأعضائه

حملة “حياة جديدة” تتحرك لتوفير ميزة تقديرية للمتبرعين

الحملة تتواصل مع جهات رسمية وأهلية وأطباء من البحرين وخارجها

عتب من أطباء بالسعودية بسبب إحجام البحرينيين عن التبرع منذ 2006

جوالة المالكية أطلقت حملة لتشجيع التبرع في العام 1996

حملة جوالة المالكية حصدت توقيع 4 آلاف وصية بالتبرع

 

انطلقت أولى مبادرات حملة “حياة جديدة” لتشجيع المجتمع للتبرع بالأعضاء، من خلال عقد حلقة نقاشية لفريق العمل مع عدد من شركاء الحملة مثل المعنيين بالقطاع الصحي الحكومي والأطباء المختصين وذلك عبر الاتصال المرئي.
وفي بداية الفعالية، رحب رئيس مجلس إدارة “البلاد” عبدالنبي الشعلة بالمشاركين من داخل البحرين وخارجها، مؤكدًا أن هذه المبادرة جاءت بناء على اتصالات واقتراحات تلقتها الجريدة من قبل قرائها ومتابعيها، وهم يحثونها على أن تساهم في تحريك المجتمع، وخلق المزيد من الوعي والإدراك، وتأسيس ثقافة التبرع بالأعضاء لحماية الآخرين.
وأضاف الشعلة، “نشجع أن يكون المتبرعون قدوة للجميع، خصوصًا مع حصول التراجع الذي حدث في العامين الماضيين بهذا الشأن، والذي زاد مع تفشي الجائحة، وفي ظل وجود كثيرين ممن ينتظرون من يساهم في إنقاذهم ومساعدتهم، ويأتي هنا دورنا في صحيفة “البلاد” كي نخدم المجتمع، ونستجيب لتطلعاته ورغباته”.

أهداف الحملة
واستعرض مصمم المحتوى الرقمي للحملة الزميل جاسم محمد عرضًا تفصيليًّا لأهداف ومحاور حملة “حياة جديدة” والشوط الذي قطعه فريق العمل خلال المرحلة الماضية.
وأكد محمد تواصل فريق العمل بقيادة مدير المشروع الكاتب الصحافي الزميل إبراهيم النهام مع وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية (نهرا) والمستشفيات الحكومية، وعدد من الأطباء داخل وخارج البحرين، وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، وممثلي الجمعيات الأهلية كجمعية عطاء للمسؤولية الاجتماعية للأفراد، وجوالة المالكية، وغيرها، باعتبارهم شركاء في إنجاح الحملة وتحقيق أهدافها.

استعداد للتعاون
من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء استشاري جراحة الأوعية الدموية راني الآغا أنه على أتم الاستعداد لتقديم التعاون لإنجاح أهداف مشروع حملة “حياة جديدة”. 
وبين أنه موفد من وزارة الصحة وإدارة المستشفيات الحكومية للمشاركة ضمن الشركاء في حملة صحيفة “البلاد”.
وأوضح أن أهداف اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء هي تنفيذية وتوعوية بالمقام الأول.
وفي مداخلة لرئيس مجلس الإدارة قال معقبًا، “ليس المسؤولون فقط من يتحملون مسؤولية هذا المشروع، فالمجتمع أيضًا يتحمل دورًا مهمًّا بذلك، لكي تتكامل جهود الجميع”.

الاستثمار الطبي
بدوره، قال استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى حمد الحلو إن “القانون الصادر سنة 1998 لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية لربما تأخرت لائحته التنفيذية والتي صدرت العام 2020 لكن تأخرها لا يعطل الموضوع، بل نأمل استثمار هذا القرار”.
وأضاف الحلو “نأمل من اللجنة المركزية (الوطنية) المعنية بزراعة الأعضاء التي يرأسها وكيل وزارة الصحة وليد المانع أن تُفعل، خصوصًا مع انقشاع موجة الجائحة، وأن تعود زراعة الكلى لمستشفى السلمانية الطبي، كما عادت المملكة العربية السعودية إلى سابق عهدها بزراعة الكلى مجددًا”.
وأوضح “نأمل من اللجنة أن تأخذ زمام المبادرة، ومن يرى خبرات المنطقة والعالم، سيلاحظ أن المستشفيات لها دور كبير في تنظيم وتسهيل عمليات التبرع، وهذه الثقافة ستبدأ بشكل تدريجي حين يلاحظ الناس بأن عمليات الزراعة قائمة بشكل مضطرد بالمستشفيات، وسيقبلون بها”.
ووجه الحلو سؤالا لنائب رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء استشاري جراحة الأوعية الدموية راني الآغا مفاده: “هل وصل لكم أي طلب من مستشفى خاص لتأسيس برنامج حول زراعة الأعضاء؟”.
وأجاب الآغا “نعم وصلنا، وتم زيارة ميدانية من قبل أعضاء في اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، ومن (نهرا) وتم تسجيل الملاحظات لبعض الأمور الناقصة والمطالبة بتصحيحها، وإرسالها للمستشفى الخاص”.
وأشار الحلو إلى أن المشرع يخول إلى (نهرا) للترخيص للمستشفيات بذلك، وليس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، وأن القانون يشير إلى أن دور (نهرا) يقتصر على الترخيص فقط للمؤسسة الطبية.
وعلق الآغا قائلا، “سأتأكد من المستشار القانوني للوقوف على من له اليد العليا بهذا الشأن، وسأوافيكم بالإجابة”.

جهود مكثفة
وفي غضون ذلك، قال استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى صادق عبدالله إن “برنامج زراعة الأعضاء يحتاج لجهود مكثفة من الجميع، على المستويين الحكومي والأهلي، فهي منظومة متكاملة، وزراعة الأعضاء ليست مجرد عملية جراحية، فهنالك جوانب اجتماعية وقانونية، وأخرى معقدة تتعلق بالموضوع”.
وأردف عبدالله “آمل من اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء أن يكون لديها توجه للتواصل مع كل الجهات التي تحاول أن تفعل خيرًا لهؤلاء، سواء جهات إعلامية أو أهلية، أو من ذوي الخبرة بهذا المجال”.
وتابع “خبراتنا تستخدم اليوم خارج البحرين، بخلاف الوضع هنا، مع وجود عزوف عن التعاون معنا بهذا الشأن، على الرغم من وجود الإمكانيات التي تساعد على القيام بثلاثة برامج لزراعة الكلى، وبكل سهولة”.
ودعا عبدالله لإطلاق برنامج فعال لزراعة الكلى في البحرين، وأن يتم العمل على تعزيز الوعي في المجتمع بثقافة التبرع بالأعضاء والتي هي موجوده أصلاً، ولكنها تحتاج للاهتمام والمتابعة.
واستذكر قائلا “إن أول عملية أجريناها لزراعة الكلى كانت في يناير 2001 من شخص متوفى دماغيًّا”.
وأكمل “لدينا الآن متبرعون بحرينيون كثيرون، وأذكر أننا رصدنا عائلة كاملة العام 2005 أبدى أفرادها استعدادهم للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، وحصل أن توفى قريب لهم بسبب نزيف دماغي، فتبرعوا بأعضائه، والتي بفضلها هنالك أناس يعيشون بيننا الآن”.
واستطرد يقول”كنا نقوم مع جمعية أصدقاء مرضى الكلى بتكريم المسجلين كمتبرعين بالأعضاء، وهذه اللفتة أحبها الناس كثيرًا، خصوصًا مع نشر صورهم وموضوع الاحتفاء بهم في الصحافة، ولقد شجعت وحفّزت كثيرين”.
وعلق الشعلة هنا بالقول “من ضمن الأفكار التي وردت بمبادرات الحملة عدم الاكتفاء بتقدير وتكريم من تبرعوا، وإنما يكون هنالك ميزة تقديرية تعطى لمن يسجل للتبرع بالأعضاء عند حدوث الوفاة الدماغية، لتشجيع المزيد من الناس للإقدام على التبرع”.
وفي الأثناء، عبر نائب رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء استشاري جراحة الأوعية الدموية راني الآغا عن شكره لصادق أحمد مضيفا “ستؤخذ ملاحظاتك جديًّا بعين الاعتبار”.

مداخلة الزين
من جهته، عبر رجل الأعمال، رئيس مجلس إدارة “مجوهرات الزين” نبيل الزين وهو أحد الذين زرعوا رئة في السعودية - عن شكره وتقديره لصحيفة “البلاد” لإطلاق حملة “حياة جديدة” وللأطباء المشاركين والمتعاونين مع الحملة، وللأهداف النبيلة التي يسعى الجميع لتحقيقها.
ووجه الزين حديثه لاستشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى صادق أحمد بالقول “أشكرك على ما تفضلت به من ملاحظات وتوصيات، والتي هي عناوين مهمة للحملة خلال الفترة المقبلة”.
وتابع الزين “بإذن الله وبتعاوننا مع بعضنا بعضًا، سنخرج بأفضل النتائج المرجوة من حملة “حياة جديدة” والتي من شأنها أن تنعكس إيجابًا على أهداف الحملة، وعلى إنقاذ حياة الناس”.
وعلق الزين هنا قائلاً “لمست من الأطباء الذين أجروا عمليتي بالسعودية وجود عتب بأنه ومنذ العام 2006 لم يتبرع البحرينيون بأعضائهم، في الوقت الذين أبدوا استعدادهم لمساعدة أي مريض من دول مجلس التعاون الخليجي”.
وتابع الزين “من الضروري أن تُذكر موافقة المتبرع بالأعضاء في بطاقته الشخصية، فأنا وزوجتي وأولادي والعديد من أصدقائي متبرعون بأعضائنا بعد الوفاة، ونراها صدقة جارية”.
تجربة جوالة المالكية
إلى ذلك، قال رئيس جوالة المالكية سعيد منصور “إنه سبق لنا خلال العام 1996-1998 أن بدأنا حملة لتشجيع الناس على التبرع بالأعضاء، وساهمت معنا الصحافة البحرينية، وعدد من وجهاء الدين، وقادة الرأي، وعدد من الأطباء والمختصين كعضو مجلس الشورى الحالي استشاري أمراض الكلى أحمد العريض، والأب الروحي لعمليات الزراعة جورج ابونا، وباعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نجاح أي حملة وطنية او اجتماعية”.
وزاد منصور “بالرغم من أن الفكرة كانت جديدة على المجتمع آنذاك، إلا أننا حققنا نجاحًا كبيرًا جدًّ، واستطعنا أن نحشد خلال فترة الحملة 4000 وصية، ولقد قابلنا وزير الصحة حينها، حيث أكدنا له ضرورة تفعيل القانون والذي صدر العام 1998”.
وأردف “كما تأملنا كثيرًا من مجلسي الشورى والنواب لكنه لم يحصل أي شيء جديد، كما راسلنا الأزهر الشريف، والمجمع الإسلامي في جدة، والمرجعيات الشيعية كالسيد محمد فضل الله، باعتبارهم جميعًا جزءًا من عملية الإقناع للمجتمع، وذلك ترسيخا للفكرة والعمل على تعميقها لدى أفراد المجتمع”.
واختتم منصور بالقول “لنجاح المشروع، يجب أن يكون هنالك تشريع واضح، ووجود حافز للمتبرعين بشكل هبات، وبرأيي ومن خلال تجربتنا هذه فإن الحملات الشبيهة قادرة على تحقيق قصص النجاح المطلوبة متى ما وجدت الإرادة والعزيمة لذلك”.