+A
A-

لماذا تفاعل الجمهور مع أفلام مهرجان السعودية؟

شاهدنا في أول فعاليات مهرجان أفلام السعودية عددا كبيرا من الأفلام السعودية والخليجية، ومنها الفيلم البحريني للمخرج المبدع محمد عتيق “عروس البحر” والذي صفق له جمهور المهرجان طويلا بالإضافة إلى الأفلام المشاركة في  المسابقة الرئيسة مثل "نور شمس، رقم هاتف قديم، وسط المسافة، الوحش، عثمان، نافذة الحياة، ديار حسمى، دراعة، شاي ورق، عثمان، قبضة، اندماج، أحتاج أن تصفح عني، وأرجيحة”، أفلام تنوعت في مضامينها من ناحية التقديم والفكرة والتنفيذ، وجاءت بأفكار جديدة تمس كل التغيرات التي تحدث في السعودية والانفتاح الجميل في الحياة التي تنقلها العدسات بصور رائعة على الشاشة الكبيرة.

من الأفلام التي تفاعل معها الجمهور في المهرجان فيلم “عثمان” الذي قدم بأسلوب خفيف وكوميدي لاذع وباهر، يتحدث العمل القصير عن عثمان، رجل أمن في إحدى بوابات الدخول لمواقف السيارت في مستشفى حكومي، يعيش حياة هادئة برفقة قريبه فهد الذي يعمل في رفع السيارات بطريقة خفيفة، يواجه عثمان الحياة بملل وروتين يومي قاتم، ولكن سرعان ما تأخذ الأمور منحنى آخر ليصحوا من رتابته ويواجه حقائق الأمور.

الفيلم الدرامي الساخر من  إخراج خالد زيدان، وكتابة عبدالعزيز العيسى، وإنتاج أنس يوسف، بمشاركة الممثل أحمد يعقوب، وبدور البطولة الرئيسي “عثمان” وبمشاركة الممثل شجاع نشاط بدور “فهد” بالإضافة إلى الجيران.

وأيضا من أجمل الأفلام التي حققت الجماهيرية فيلم المخرجة الشابة السعودية رنيم المهندس إلى جانب أختها دانة وأخذ قلوب الجميع بقصته الحزينة المذهلة، والتي نالت الدعم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وهو فيلم تم تصويره بطريقه خيالية ومذهلة في إطار خيالي غنائي، يقدم لنا قصة طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تودع والدها في كل مرة يتوجه بها إلى عمله على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وخلال لحظة وداعها له تطلب منه التردد إلى مكان بداخله "أرجيحة"، إلى أن توجه والدها إلى عمله دون عودة، وبدأت الطفلة رحلة بحث عن والدها وهي تستذكر ذكرياتها وحواراتها معه في مكان الأرجوحة، المكان الذي يعتبر كل الفيلم وحكايته.

ومن الأفلام العظيمة التي صفق لها الجمهور كثيرا في المهرجان فيلم “نور شمس” والذي شاهدته أولا في مهرجان الجونة السينمائي عن أم سعودية تعيش يومها وهي تريد أن تقول لنا يجب علينا ألا ننسى أنفسنا ونحن نربي ونعطي أولادنا كل وقتنا، فهي تعمل كسائقة سيارة أوبر تبحث عن ذاتها كأمرأة وتعشق عمل الحلويات، عانت الكثير من مجتمعها البسيط؛ بسب التنمر الذي كانت تعيش فيه من داخل بيتها قبل الخارج بسبب شكلها ولونها، حتى وإن هربت من كل ذلك بالزواج من رجل من جنسية عربية أخرى، لكنه يتركها لوحدها تربي ولدها وتخاف عليه بصورة جنونية إلى يوم يقرر الهجرة لتحقيق حلمه في الغناء بعد أن كان يعمل كموظف أمن في مستشفى وسط اعتماده على أمه في كل شيء! وتدرك أنها تعطيه أكثر من اللازم، لكنها توقف ذلك وتجد “شمس” ذاتها بعيدا عن الابن، دون خطاب مباشر لنا كمشاهدين.

فيلم رائع قصير مدته 26 دقيقة ليس به الكثير من الكلام، ويقدم المشاهد والنظرات والصور الجميلة، قصة الفيلم والذي هو من إخراج السعودية فايزة آمبة الحاصلة على جوائز عدة، والتي عملت مراسلة لواشنطن بوست وشاركت في إنتاج "السلام عليك يا مريم" الذي رشح للأوسكار 2016 كأفضل فيلم غير أمريكي قصير، وغيرها قصة جميلة بعيدة عن التكلف.

وأيضا وجدت تفاعلا كبيرا مع الفيلم القصير الممتع “اندماج” المشارك ضمن فئة الأفلام الموازية خلال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أفلام السعودية، وتدور أحداثه في إحدى الشركات حينما يتم دمج قسم رجالي بقسم نسائي، وكنتيجة لذلك نرى أحمد يقوم بخطة شريرة للحيلولة دون حصولها على المركز الذي يظن أنه هو الاحق به، والنظر إلى عقلية البعض التي ترفض الاندماج والتغيير، الفيلم من بطولة الممثل السعودي الشاب عبدالله أحمد، والممثلة زارا البلوشي، ومن إنتاج وإخراج مجيد سعود.