العدد 4981
السبت 04 يونيو 2022
banner
المنافقون في العمل
السبت 04 يونيو 2022

حالة غريبة ومسمومة، تعصف بأجواء الكثير من بيئات العمل، أساسها الأول النظر للمصالح الشخصية، دون وضع أية اعتبارات أخلاقية أو مهنية مع زملائهم.
فحديثو المهنة لا يحترمون الأقدم منهم، والأكثر خبرة منهم، والأكثر خدمة للبلد منهم، وآخرون يحاولون سحب البساط من الكفاءات بالتملق والخداع والتسلق والانتهازية، وعادة ما ينجحون في ذلك.
مواهب تنكفئ على نفسها، تتحطم وتتمزق من الداخل، لا تجد بابا تطرقه، آخرون يرون أن تغيير الوظيفة، وشد الرحال لمكان آخر، هو الخيار الأفضل، والأنسب، والأصلح، بعدما تعبوا من مواجهة الآخرين، ومواجهة مؤامراتهم، ودسائسهم، ولوبياتهم، وتعاملهم بـ “وجهين”.
ظروف اقتصادية صعبة، جعلت الترقية للبعض، هدفاً أولاً وأخيراً، مهما كانت الوسيلة، والضرر، فالمحصلة النهائية “الهدف”، مهما حرقت الأرض، وتضرر الناس، وهدمت حقوقهم، وضاعت، وتحولت رماداً منثوراً، تذروه الرياح.
وما بين هذا الحال، وذاك، والذي يعرفه كثيرون ممن يقرأون متن هذا المقال جيداً، من المتضررين، ومن المنتفعين من المتردية والنطيحة وما أكل السبع، والذين وبسببهم يتجه الحال في أماكن عمل عديدة إلى غير مكانه، يظل الأمل قائماً بوعي المسؤول النزيه، الذي يفتح عيونه على الآخر، ويرى الأمور بعدل وشفافية وخوف من الله، مستذكراً دوماً أنه راع، وكل راع مسؤول عن رعيته.
فالذمة لا تقف على أداء الوصف الوظيفي كما يظن البعض، فهي بالأساس ضمير، وإنصات، وقرب من الموظفين، وإبراء للذمة أمام المسؤول الأعلى بكل صغيرة وكبيرة تحدث، والأهم تقييم الموظف على إنتاجيته، وجودتها، وليس تزلفه، ونفاقه، وانحناءه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية