بناء الإنسان البحريني يأتي في مقدمة اهتمامات جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وبناء الإنسان يشمل كل ما يرتقي به من كل النواحي الصحية والتعليمية والمهنية، لكي يصبح قادرا على النهوض بنفسه وعائلته ومجتمعه، والسر في نجاح الدول وتقدمها في كل المجالات هو بناء الإنسان بشكل صحيح، لأن الدولة مجموع ما بها من بشر بمهاراتهم وقدراتهم المختلفة.

ومما لاشك فيه أن مشروع مساري الذي ترعاه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارة الخارجية، وزارة التربية والتعليم، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى مجلس التنمية الاقتصادية، يعد عملا متقدما جدا في هذا المجال، لأنه يعمل على بناء الشباب البحريني منذ البداية وإكسابهم من العلم والمهارات ما يجعلهم قادرين على الإبداع والابتكار وتحقيق الذات والارتقاء بالوطن. هذا البرنامج الذي يعتمد على الشراكة مع المؤسسات الكبرى في العالم والاحتكاك المباشر مع ذوي الخبرة والقدرات الإبداعية سيكون له عائد كبير على الفرد والمجتمع، لأنه سينقل للشاب البحريني خلاصات وخبرات مؤسسات ومجتمعات حققت النجاح والتفوق في كل المجالات، فالتعليم واكتساب المهارات المهمة لا يتم فقط عن طريق المناهج والمدارس، ولكن عن طريق الاحتكاك بالمؤسسات الخارجية التي قطعت شوطا طويلا في التقدم والتفوق، لأن هذا الاحتكاك لا يؤدي فقط إلى التعلم وأخذ الخبرة، بل يملأ الشاب بالطموح والرغبة في الوصول إلى ما وصل إليه نظراؤه في أنحاء العالم.

إننا إذ نقدم كل الشكر والتقدير لجميع الوزارات والقيادات التي ابتكرت هذا البرنامج والتي ستقوم على تنفيذه، ندعوا في نفس الوقت شباب البحرين المتفوق للتسجيل في هذا البرنامج الواعد الذي سيكون له أكبر الأثر في خلق جيل من الشباب الماهر الذي يساهم في تقدم هذا البلد.