العدد 4970
الثلاثاء 24 مايو 2022
banner
سأترشح بناء على طلب الأهالي.. مخالب ملفوفة بقفاز جميل
الثلاثاء 24 مايو 2022

ستكون جملة “سأترشح بناء على طلب الأهالي” مثل العلامة المضيئة في سماء الانتخابات النيابية والبلدية القادمة، حيث سيعتقد الكثير أنه بترديده هذه الجملة ونشرها في الصحافة سيكون لها تأثير ضخم على أهالي الدائرة، وستلعب دورا هائلا في عملية الفوز والتناغم مع عناصر النجاح، وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل.. هل سيقتنع المواطن من جديد بهذه النغمة الديكارتية من حيث الزمن وطبيعة الأحداث والحبكة الدرامية للمترشحين، أم سيأخذ هذه المرة عمله مأخذ الجد ويتسلح بأدواته كاملة وفي مقدمتها النزاهة والمعلومات الغزيرة عن المترشح وتاريخه ورؤيته الفلسفية الشاملة، فضلا عن مهارته وتمكنه من العمل النيابي أو البلدي على أصول.
نحن على ثقة ويقين بأنه في جميع الدوائر الانتخابية بمحافظات المملكة، ستكون هذه الجملة حاضرة كمخالب ملفوفة بقفاز جميل من القطن، وقد يستخدمها المترشح كنوع من الإضاءة في حال انقطاع التيار الكهربائي، بل وقد تستخدم كنوع من المخدر القوي الذي يبعث الدفء والثقة بالنفس.
يقول الراحل مصطفى محمود “إن دقات ساعة الحائط تقدم لك زمنا مزيفا.. ابحث عن زمنك الحقيقي في دقات قلبك”، ونحن نقول للمواطن بكل النصوص التعبيرية القديمة والحديثة، إياك والتفكير البدائي والاستسلام للسحر الرمزي للمترشح الذي سيحاول الخروج بروح البطل الأسطوري في الدائرة وأنه القوي القادر على حل المشاكل وجبر خواطر أهالي الدائرة بكل المعاني.. انتبه أيها المواطن من الخرافات والأكاذيب التي تزدهر وتظهر وتنمو خلال هذه الأيام التي تسبق الانتخابات، فالاختيار والمسؤولية عليك وحدك ولا حيلة لأي مترشح إذا كنت قادرا على كشفه والشعارات التي تعودنا عليها.
صدقوني.. أي مترشح سيردد جملة “سأترشح بناء على طلب الأهالي” يتوقع أنه أمام تماثيل في لونها وثيابها وحركتها، لكن هذه المرة ستخدعه عينه وسيحبس صوته في حلقة من شدة المفاجأة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية