انتهى دور الانعقاد الحالي لمجلس النواب قبل أيام، وبدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات المجلس في أكتوبر المقبل، ويبدو من الإطلالة الأولى على هذا الاستحقاق أنه سيكون مجلسا للشباب الطموح، للدماء الجديدة التي ربما لم تدخل المجلس من قبل، تماما مثلما يبدو أن التشكيلات الشبابية التي احتلت مواقع قيادية في العديد من الوزارات والهيئات الحكومية، والتي أثبتت من خلال الفريق الوطني والحكومة برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، أنها قادرة على إدارة العديد من الملفات العالقة وأهمها ملف كورونا الذي تجلت فيه منظومة الدولة، وأصبحت في مقدمة دول العالم التي نجحت في النأي بالبلاد من أهوال التداعيات الكارثية التي خلفها الفيروس اللعين على الصحة والاقتصاد وحركة الناس، وأمن المجتمع.
لقد نجح شبابنا ومعهم من اللفيف المخضرم، ما أدى إلى تجاوز محنة أخطر جائحة في التاريخ البشري المعاصر، فخرجنا منها أقوى مما كنا، وأشد عودًا مما توقعنا، وأكثر صلابة مما حلمنا، لقد اصطف شباب الوطن وكانوا على قلب رجل واحد يقودهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ويشد من أزرهم ويمشي على توجيهات عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، مضى الجميع في طريق العطاء ليؤكدوا أن بهذه البلاد رجال أشداء وشباب نجباء ومنظومة مؤسسية قادرة على صون وجود الوطن وحماية مكتسباته والذود عن حاضره ومستقبله ومعطياته.
 وها نحن اليوم على بعد 5 شهور من الانتخابات النيابية الأولى بعد زوال الجائحة وكلنا أمل في أن يتحلى المجلس القادم بالحكمة والصبر عند التشريع وعند الرقابة، وأن يكون مستبقا للأحداث لا منضويا تحت لوائها، فاعلا فيها لا مستسلما لها، خصوصا أن سرعات الحكومة الشابة لابد أن تتواءم مع سرعات السلطة التشريعية، وأن تكون الصحافة أيضا متواكبة مع الأحداث ونحن نحتفي هذه الأيام باليوم العالمي لحرية الصحافة التي وفقا لتأكيدات جلالة الملك ستظل مصانة في بلادنا، وأن الكلمة أمانة، والموقف مسؤولية، والكتابة رسالة موضوعية.
نحن على بعد 5 شهور من حالة وطنية متألقة بطبيعتها، متجاسرة بعفويتها، متفاعلة مع الأحداث ومتقدمة عليها، هكذا نحن نرى، وهكذا نحن نأمل، وهكذا على خطا من سبقونا نتقن السير، وننهي بالدعاء إلى الله في علاه، أن يوفق قادتنا ويحرس بلادنا، فهو نعم المولى، ونعم النصير.